«القطن المصري يسترد عرشه».. من البذرة إلى الشجرة والحصاد.. الطريق لمحصول تصنيعي 100%
خطة الاستفادة من محصول القطن ومخلفاته في توفير زيوت طعام وأعالف وخيوط
«القطن محصول تصنيعى متعدد الأغراض بنسبة 100%، من البذرة وزراعتها وحتى الحصاد»، هذا ما يؤكده الدكتور أبوبكر إبراهيم، رئيس قسم بحوث التيلة بمعهد بحوث القطن، الذى يشير إلى أن مخلفات «شجرة القطن» يُصنع منها الخشب الحبيبى، والبذرة يُصنع منها زيت طعام قيمته الغذائية جيدة ويتميز بإمكانية تعريضه لدرجات حرارة عالية (أى أنه مناسب جداً للقلى)، ومخلفات عصر البذرة يُصنع منها «الكُسب» ليستخدم كعلف عال جداً فى قيمته، أما شعر القطن فيستخدم فى صناعة النسيج بأنواعه المختلفة.
وفيما يتعلق بإمكانيات استخدام محصول القطن فى مجال إنتاج الزيوت والأعلاف، يوضح الدكتور أبوبكر إبراهيم أن الأصناف المصرية من القطن تحتوى على 20 إلى 25% زيت، وهو ما يوفر إنتاجاً كبيراً من الزيت، هذا فضلاً عن احتوائه من 18 إلى 20% بروتين، و25% كربوهيدرات، وبالتالى فإن «الكُسب» الذى يستخرج منها يعتبر من أفضل أنواع الأعلاف ويستخدم فى التسمين، وقد أدى انخفاض مساحة زراعة القطن فى العقود الماضية إلى ظهور واتساع الفجوة الموجودة لدينا فى الزيت والعلف.
رئيس بحوث التيلة: ننتج منه زيت طعام بقيمة غذائية جيدة وعلفاً من أفضل الأنواع وعالي القيمة الغذائية والخشب الحبيبي
أما بالنسبة لشعر القطن تحديداً أو «التيلة»، يتوسع الدكتور أبوبكر إبراهيم فى ذكر المعاملات والاستخدامات المختلفة له، حيث تتم قياسات جودته فى قسم بحوث التيلة بمعهد بحوث القطن، ومعامل التكنولوجى، لدراسة جميع صفات جودة «شعر القطن» من حيث الطول والمتانة والنعومة ومن حيث اللون وجميع الصفات التكنولوجية، وبناء على مواصفات التيلة يتم تحديد نمر الغزل التى يتم الغزل عليها لإنتاج خيوط ذات مواصفات معينة سميكة أو رفيعة.
ويشير رئيس قسم بحوث التيلة، فى هذا السياق، إلى أن معهد القطن مخول له الإشراف على إنتاج البذور فى مصر وبعدما ينتج الصنف يتم توزيعه على الفلاحين لزراعته تجارياً، حيث توجد أصناف مختلفة من القطن، منها صنف ذو طبقة طويلة يزرع فى الوجهين البحرى والقبلى، وصنف آخر فائق الطول، كما أنه يشرف على إنتاج البذور وبعد ذلك يتم توزيعها على الفلاحين لزراعتها تجارياً، وهناك أصناف تصلح للمغازل المحلية، وأصناف أخرى للتصدير، وهناك صنف «طويل قبلى» يتناسب مع جميع المغازل المحلية، وهو ما يُقلل الحاجة لاستيراد الأصناف قصيرة التيلة لاستخدامها فى الصناعة المحلية.
ومن بين منتجات عديدة استطاع معهد بحوث القطن تطويرها ويفخر بها فى معارضه المختلفة، يشير الدكتور أبوبكر إبراهيم إلى أن هناك بعض المنتجات الثانوية التى قام معهد بحوث القطن بإنتاجها من الشعرة والبذرة نتيجة دراسات له، حيث تم إنتاج «بودرة القطن» وهى «النانو سليلوز» التى تستخدم فى بعض الصناعات، والقطن الطبى الذى كنا نستورده وبدأنا ننتجه محلياً، نظراً لأنه يحتاج لمعالجات خاصة بإضافة مواد كيميائية معينة تجعله يتشرب المياه، بالإضافة للبالطو الذى يرتديه الأطباء والذى كان يتم استيراده من الخارج.
ويلفت رئيس قسم بحوث التيلة إلى أنه من بين الخيوط العديدة التى يتم غزلها من القطن توجد خيوط سميكة، التى يُصنع منها السجاد، فى مقابل الخيوط الرفيعة التى تصنع منها «الملابس»، حيث تحدد نمرة الخيط نوع الصناعة التى يستخدم فيها.