بائع كتب متجول: أنا موظف بقبض 900 جنيه وعندي عيال والأسعار كل يوم تغلى
وجهه مألوف، وابتسامة يصعب على شخص نسيانها، فإذا كنت من المترددين على شارع جامعة الدول وقصر النيل، ستعرف "أحمد عفيفي" بائع الكُتب، الذي ترك "رصة" كتبه القديمة في شارع جامعة الدول، متجهًا لشارع قصر النيل، ما يدفع البعض لسؤاله والاستماع لحكايته، التي يسبقها نظرة استغراب قبل سؤاله "احنا اتقابلنا قبل كده؟!".
"بشتغل موظف في شركة سياحة بقصر النيل، عشان كدا نقلت فرشتي هناك بدل ما أروح كل يوم شغلي متأخر ويتخصم عليا "، الرد المقتضب الذي يشرح به "أحمد عفيفى" صاحب الـ 35 عامًا، للمارة المترددين على "رصة" كُتبه المنمقة في شارع جامعة الدول بالمهندسين.
ويضيف عفيفي، أنه انتقل سابقًا إلى مكان جديد في أحد الشوارع الجانبية، التي تبعد أمتارًا عن مقر عمله في شارع قصر النيل، حتى لا يراه زملائه وهو يكافح من أجل "لقمة العيش"، من أجل أسرته المكونة من زوجة وطفلين: "أنا مش مكسوف منهم، لكن دى حياتي الشخصية، ومش بحب حد يتطلع عليها، واللي خلاني نزلت للشارع الأسعار كل يوم بتزيد، وطلبات الأولاد والمدارس مابتخلصش، ولو راتبي كان مكفي أكيد مكنتش وقفت بفرشة بس أهو أحسن ما أمد ايدى وأشحت" ــ وفق قوله.
الأب الأربعيني لا يتجاوز راتبه 900 جنيه، الي يضيف: "رضا وفضل، لكن بعد أول 10 أيام في الشهر بتخلص"، مؤكدًا أن "رصة" الكُتب تساعده على قضاء باقية الشهر بـ"اليومية"، التي بالكاد تكفيه لشراء عشاء لصغاره أو أي مستلزمات تنقص بيته، ورغم ذلك لا يستغنى عن مظهره الأنيق الذي يدفع بعض المارة للحرص على الشراء منه ــ وفق قوله، مناشدًا الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلماته الأخيرة: "عاوزين يا ريس نعيش بمرتبات تكفينا، أنا بشتغل شغلنتين والفلوس بتقضى بالعافية ولو عندي صحة هشتغل التالتة".