تعرف على أسباب انتشار حركات "العزل الشعبي" في دول الثورات العربية
"العزل الشعبي".. ظاهرة ارتبطت بالمراحل الانتقالية ارتباطًا وثيقًا بعد وجود ثورات الربيع العربي، بسبب ضعف الترتيبات الدستورية والقانونية في عزل رموز ومسؤولي الأنظمة السابقة عن المشاركة في وضع الأسس السياسية الجديدة، ما دفع إلى البحث عن سُبل لمنع تلك الرموز من الانضمام لتلك العملية.
تبنت سياسة تشكيل الحركات الشعبية تحقيق هدف "العزل الشعبي"، لكن رغم ظهور أنماط جديدة لظاهرة العزل، إلا أن نجاح هذه الحركات في تحقيق أهدافها يظل مشكوكًا فيه بسبب اعتماده على النسبية والظروف المحيطة بكل حالة.
وبحسب الدراسة التي أجراها "المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة"، فإن أسباب انتشار حركات العزل الشعبي في دول الثورات العربية مُتعددة، وأبرزها:
1- الطبيعة الثورية للمرحلة السياسية
2- الاتجاهات الدستورية والقانونية والتشريعية.
وظاهرة حركات العزل الشعبي في دول الربيع العربي ظهرت في ثلاثة أشكال رئيسية، هي:
1- العزل النيابي: مثل مصر وتونس، حيث سعت حركات العزل الشعبي إلى منع رموز الأنظمة السابقة من الترشح في الانتخابات، مثل: "حملة امسك فلول" التي سعت إلى منع رموز "الحزب الوطني" المنحل من الترشح في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في عامي 2011 و2012، وظهرت في تونس بعد سقوط نظام بن علي، وفي ليبيا لعزل فلول نظام معمر القذافي.
2- العزل النيابي "المحدود": هو واضح أيضًا في مصر، حيث تبنت الأوساط السياسية "العزل السياسي المحدود" لشخصيات بعينها، والتي يتم الاتفاق على دورها في عمليات الفساد سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي.
3- العزل المؤسسي: ظهر هذا النوع في اليمن، فدعت قوى ثورية عديدة، في مقدمتها "المجلس الوطني لقوى الثورة"، إلى ضرورة الإطاحة بأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح من المؤسسة العسكرية، دون أن تظهر حركة واضحة لهذا الهدف على وجه التحديد.
اعتمدت حركات "العزل الشعبي" على العمل الميداني، مثل حركة "اعزلوهم"، التي أسست مكاتب تنفيذية في مختلف محافظات مصر، ما أعطى فرصة لتنظيم حملات ميدانية في الشوارع لتوعية الناس بمنشورات كشفت أعضاء "الحزب الوطني" وجماعة "الإخوان" حتى لا يتم انتخابهم.
لم تحقق حملات "العزل الشعبي" نجاحًا كبيرًا طوال الفترة الماضية، وأبرز مثال على ذلك هي الحالات التي مرت بمراحل متقدمة في العملية السياسية، لكن النجاح الحقيقي لمثل هذه الحملات يظل مرتبطًا بتوقيت إطلاقها والظروف المحيطة بها.