«أحمد» ووالده «ناصر»: المجد لـ«مكوة الرجل»
يشبهان بعضهما كثيراً، لا فارق بينهما سوى فى السن، الذى ترك أثره على وجه الوالد، فتجدهما معاً فى الدكان الذى يحوى مكواة قديمة، ملابس مرصوصة فوق بعضها، وصورة للحاج أحمد بالأبيض والأسود، كان وقتها فى ريعان شبابه.
الحاج «أحمد معوض» وولده «ناصر» يظلان يتبادلان الحديث، إلى أن يأتى زبون، فيأخذ الابن منه الملابس، ويبدأ فى كيّها، بينما يظل الأب ينظر لابنه، ويتأمل بسعادة طريقة كيّه للملابس التى تشبهه تماماً، وبنفس المكواة القديمة.
«اتولدت لقيت أبويا مكوجى رِجْل.. فخور بيه وحبيت الشغلانة منه، وكنت بقلده فى كل حاجة، وما أقدرش أغيّر حاجة هو بيحبها، بما فى ذلك المكواة الرجل، بحبها وشاطر فيها، وهى ميراثى من أبويا»، قالها ناصر، وهو منهمك فى كىّ الملابس، ومستمتعاً بأغنية لعبدالحليم حافظ. ثلاثة تعريفة، هو المبلغ الذى كان يتقاضاه الحاج أحمد نظير كىّ القميص: «زمان كان فيه مكواة رجل ومكواة بالإيد، لكن الرِجْل هى الأساس، دى بتكوى حتى الحرير»، واستطرد: «أنا اشتغلت صبى مكوجى فى بولاق أبوالعلا وإمبابة، وشوية بشوية جيت هنا الحسينية وفتحت الدكانة، وبقيت صاحب مكان، وابنى كان بيتفرج عليَّا ويقلدنى، وأنا كنت حريص أنى أورّثه الشغلانة».