«فيروز وسعيد» أسسا مبادرة لدعم المرضى نفسيا: يحتاجون لبث الأمل في قلوبهم
«فيروز وسعيد».. صداقة وتعاون من المرض حتى الشفاء
علاج السرطان
كان لكل من «فيروز» و«سعيد» حياتهما الخاصة بين أهلهما وأصدقائهما، يحيا كل منهما فى محافظة مختلفة، حتى شاء القدر أن تتقاطع طرقهما خلال تلقِّى جلسات الكيماوى فى المعهد القومى للأورام بالقاهرة، لتجمعهما بذلك صداقة إنسانية تطورت إلى الاتفاق على دعم بعضهما البعض حتى التماثل للشفاء من سرطان الغدد الليمفاوية، ليقررا فيما بعد تأسيس مبادرة على «السوشيال ميديا» لدعم محاربى السرطان وبث الأمل فى قلوبهم.
بدأت فيروز أحمد، صاحبة الـ34 عاماً، رحلة العلاج من سرطان الغدد الليمفاوية فى 2017، بعدما تم تشخيصها فى المعهد القومى للأورام، إذ غادرت هى وزوجها من مقر إقامتهما فى محافظة سوهاج واستقرا فى القاهرة لبدء جلسات العلاج الكيماوى هناك، حسب حديثها مع «الوطن»: «الموضوع بدأ معايا بسخونية شديدة وكحة، وما كُنتش أتخيل إنه سرطان، بس الحمد لله على كل شىء»، معتبرة الدعم النفسى الذى تلقته من زوجها وأهل بلدها هو السبب الأساسى فى محاربتها للمرض وتغلبها عليه.
بعد تلقِّى «فيروز» العديد من جلسات الكيماوى المؤلمة التى صاحبتها أعراض وهن الجسد وتساقط الشعر، قرر الأطباء إجراء عملية زرع نخاع لها، حتى تماثلت للشفاء تماماً وعادت إلى ممارسة حياتها بشكل طبيعى فى عام 2022.. والتقط سعيد حسين، صاحب الـ28 عاماً، أطراف الحديث منها، قائلاً إن أعراض إصابته تمثلت فى حدوث رعشة شديدة فى الجسم، بالإضافة إلى نزول سريع فى الوزن، وحدوث ورم مفاجئ فى الرقبة، ما جعله يلجأ لزيارة أحد الأطباء فى بلده الشرقية الذى قام بتحويله للمعهد القومى للأورام لتشخيص حالته بدقة: «عرفت إنى عندى سرطان غدد ليمفاوية مرحلة رابعة، وبدأت جلسات الكيماوى فى 2021».
رغم صعوبة حالة «سعيد»، فإن جسده تجاوب سريعاً مع العلاج الكيماوى حتى استقرت حالته وبدأ فى ممارسة حياته بصورة طبيعية منذ بداية عام 2023: «كل الدكاترة قالوا إنى هموت، لكن ربنا أحيانى من جديد، وأنا حالياً فى آخر مرحلة فى العلاج»، وبعد التقائه مع «فيروز» خلال جلسات العلاج، قررا بمجرد تماثلهما للشفاء أن يؤسسا «جروب» على «فيس بوك» لدعم مرضى السرطان: «فيروز بتعرف تدعم كل الناس وتديهم أمل، وأسسنا الجروب من حوالى سنة باسم محاربين السرطان»، فنجحا معاً من خلاله فى تقديم الدعم النفسى لمحاربى السرطان، عن طريق مشاركتهم فى وصف مشاعر الألم وتذكيرهم دائماً بأن هناك أملاً فى السيطرة على المرض والشفاء منه مثلما حدث فى حالتهما.