«بونجور.. أنا إبراهيم أحمد خلف من شبرا»
يجلس بالساعات على أريكة خشبية بشارع «الجلاء» بوسط البلد، لا يُحدث أحداً، إلا بعبارة واحدة تخلط بين اللغتين العربية والفرنسية: «بونجور، أنا إبراهيم أحمد خلف من شبرا». كثير من الروايات تنسج حول «إبراهيم»، الذى يقضى يومه كله جالسا فى الشارع مرتدياً «كاب» وكوفيه وواضعاً فى أذنه سماعات تفصله عن صخب وضوضاء وسط البلد.
هيئته البسيطة وملابسه شديدة الاتساخ لا تناسبان وضعية جلسته، إذ يجلس دائماً واضعاً قدماً على أخرى، ولا تناسب أيضاً إجادته التامة للغتين الإنجليزية والفرنسية. علامات استفهام كبيرة تحيط بالرجل السبعينى الذى يظهر فى أول النهار ويختفى قبل دقات الحادية عشرة قبل منتصف الليل، بعض سكان المنطقة وأصحاب المحال يقولون إنه ينتمى إلى طبقة ثرية ترجع أصولها إلى محافظة الدقهلية، وأنه أصيب بمرض نفسى جعله يترك أهله ومنزله ويعيش فى الشارع.
«بونجور، أنا إبراهيم محمد خلف من شبرا، وعندى 6 ولاد منهم 3 بنات والباقى صبيان، ومشفتهمش من سنة، أنا بحبهم وبحب أمهم، لكن هما مش حبونى».. كلمات تفوه بها الرجل المجهول تشير إلى أنه كانت لديه أسرة وأولاد ولكن خلافات ما وقعت بينهم جعلته يترك البيت مفضلاً الإقامة فى الشارع، وهو ما لمسه سكان المنطقة الذين يرونه يومياً من واقع حديثه معهم.