قطار الإسماعيلية يدهس أوتوبيس مدارس ويقتل 7 أشخاص أغلبهم من التلاميذ
شهدت منطقة الشروق حادثاً مأساوياً صباح أمس، حيث دهس قطار قادم من القاهرة ومتجه إلى الإسماعيلية أوتوبيس رحلات، أسفر عن مصرع 7 أشخاص أغلبهم من التلاميذ وإصابة 25 آخرين، وكان من بين الضحايا السائق والتباع، ومدرسة وطفلاها، وتبين من التحريات أن الحادث وقع على بعد كيلو من بوابة مدينة الشروق، وطريق مصر الإسماعيلية الصحراوى، وأن المزلقان عشوائى. وكشفت التحريات أن العامل المقرر أن يقف على المزلقان لم يكن موجوداً بمكان الحادث، ورجحت التحريات أن سبب الحادث هو الإهمال من السائق، وأن العناية الإلهية أنقذت أوتوبيسين آخرين تابعين لنفس المدرسة، مرا قبل وصول القطار بلحظات. وتم نقل المُصابين والجثث إلى المركز الطبى العالمى، وتحرر محضر، وأخطرت النيابة التى تباشر التحقيقات.
تلقى اللواء خالد يوسف، مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، إخطاراً فى تمام الساعة العاشرة صباح أمس يفيد بوقوع حادث تصادم على مزلقان مدينة الشروق، وأسفر عن مصرع 7 وإصابة 25 آخرين، وانتقل فريق من ضباط مباحث القاهرة بقيادة العميد عبدالعزيز خضر، رئيس مباحث قطاع شرق القاهرة، الذى أكد أن الأوتوبيس تابع لمدارس المدينة للغات بمحافظة الغربية مركز طنطا الكائنة بشارع عيد عقدة متفرع من شارع الجلاء ويحمل رقم 23 أوتوبيس مدارس الغربية، وكشفت تحريات المباحث أن الضحايا كانوا متجهين لـ«رحلة» بصحبة أولياء الأمور إلى قرية «ميمو»، وأضافت التحريات أن الرحلة كانت مكونة من 3 أوتوبيسات «مينى باص»، وذلك للترفيه عن الطلاب وتعليمهم رحلة الفلاح المصرى بالقرية، وكشفت تحريات المباحث عن مفاجأة أن الأوتوبيسات حضرت فى تمام الساعة العاشرة وتوجهت إلى القرية عن طريق مزلقان عشوائى لا توجد به إلا لافتة صغيرة مكتوب عليها «احترس القطار»، وشرحت التحريات وأقوال شهود العيان أن السائق قائد الأوتوبيس الذى تم دهسه كان يسير خلف زميليه وشاهدهما يعبران المزلقان ثم سمع صافرات القطار وكان يبتعد عنه ولم يستطع أن يعبر القضبان الحديدية ووقف على القضبان ودهسه القطار وسحبه لمسافة 200 متر أمامه، ما أدى إلى تقطع أجساد الضحايا وإلى مصرع السائق والتباع، وأشارت التحريات إلى أن السبب فى الحادث هو الإهمال وعدم وجود عامل على المزلقان أو سلسلة تدل على أن هذا طريق للعبور ولا توجد أى كشافات إضاءة إلا لافتة حجمها لا يتجاوز نصف المتر تؤدى إلى طريق قرية مزرعة ميمو، وأوضحت التحريات أن سائق القطار أطلق صافرة الإنذار عندما شاهد سيارتى المدرسة تمران من أمامه، وقال السائق فى محضر الشرطة إنه حاول إيقاف القطار ولكنه لم يستطع بسبب المسافة القريبة، التى لم تتجاوز الـ300 متر، وأن السائق حاول المرور من أمامه للحاق بزميليه قائدى الأتوبيسين الآخرين، وأضاف أن السائق حاول المرور على القضبان وفوجئ بتوقفه مرة واحدة ولم أشعر إلا باصطدامى وسماع صوت الأطفال والضحايا، وتوقفت على بعد 200 متر واستدعيت الأهالى والمارة بالمنطقة، واستوقفت عدداً من سائقى السيارات المارة وانتشلنا عدداً من الضحايا، من بينهم السائق والتباع، واستدعينا رجال الشرطة إلى مكان الحادث، ورويت لهم ما حدث. وفرضت أجهزة الأمن كردوناً أمنياً حول مكان الحادث، وقامت بجمع متعلقات الضحايا بعدما عثروا على متعلقات ذهبية وأموال كانت متناثرة، فضلاً عن وجبات الأطفال وكتبهم وبقايا هواتفهم المحمولة.
وقال محمد ماهر، أحد شهود العيان العاملين فى مصنع يقع فى محيط الحادث، إن سائق القطار حاول أن يوقف القطار قبل الاصطدام بالأوتوبيس المدرسى الذى قفز منه شخصان فقط هما مشرف ومشرفة الرحلة المدرسية، وأضاف «ماهر» أن الحادث وقع على «مزلقان» عشوائى يقع فى منتصف المسافة بين «مزلقان» مدينة المستقبل و«مزلقان» مدينة الشروق، ويفصل بينه وبين كلا «المزلقانين» ثلاثة كيلومترات من الجانبين، وأردف شاهد العيان أن «المزلقان» عمره من عمر المنشآت الموجودة فى المكان، التى أنشئت قبل عشرين عاماً، المكان يضم عدداً من المخازن والمصانع منها مصانع الطوب ومخازن للأسمنت والحديد. وفقاً للشاب شاهد العيان، أن المزلقان شهد عدة حوادث لكن لم يسفر عنها وقوع إصابات.
وأشار أحد شهود العيان إلى أن القطار حاول تفادى الأوتوبيس، حيث ضغط سائقه على «صافرة» الإنذار الخاصة بالقطار لكن لم يستطع السائق اجتياز الشريط الحديدى ولم يتمكن سائق القطار من توقيفه إلا بعد الاصطدام بالأوتوبيس ودفعه إلى أحد جانبى الشريط الحديدى. وقال أحد شهود العيان إن أطفال الأوتوبيسين الناجيين كانوا فى حالة ذعر وتم اصطحابهم إلى أحد المساجد القريبة من مكان الحادث، قبل نقلهم بأوتوبيسات المدرسة إلى مساكنهم فى طنطا، وحضر عدد من المسئولين من بينهم وزير النقل وقيادات من مديرية أمن القاهرة ومن النيابة العامة الذين قاموا بمعاينة مكان الحادث للوقوف على ملابساته.