"سُياس" وسط البلد يعلنون الحرب على "جراج التحرير"
بعد مرور حوالى شهر على افتتاح جراج التحرير، ما زالت مشكلة انتظار السيارات فى شوارع وسط البلد مستمرة، وتسبب اختناقاً مرورياً فى المنطقة شديدة الازدحام. سكان، مارة، أصحاب محال، المعاناة طالت الجميع، وزاد من حدتها «سُياس» وسط البلد الذين خفّضوا أسعارهم، لمنافسة الجراج الجديد.
«المشكلة أن شارع قصر النيل زحمة زى ما هو، والعربيات راكنة صف تانى، وهو اللى عامل تراكمات، وموقف الشارع من أول الميدان»، قالها هانى عادل، أحد أصحاب المحال، مؤكداً أن هناك عقبة أخرى، تكمن فى أوتوبيسات البنك المركزى، التى تقف صفاً ثانياً. «الساعة الأولى فى جراج التحرير بـ5 جنيهات، والتانية حتى 7 ساعات بـ4 جنيهات، وبعدها تحسب الساعة بثلاثة جنيهات ونصف الجنيه، وكسر الساعة يحسب ساعة كاملة»، هكذا رصد «أحمد محمود حاتم»، تاجر، ارتفاع أسعار جراج التحرير الذى يتردّد عليه أسبوعياً، وهو ما جعله «يركن» فى الشارع كعادته. لا يوجد فرق بين قبل الجراج عن بعده، فالزحام من وجهة نظر «محمود على» صاحب محل فى وسط البلد، كما هو، منذ طلوع النهار وحتى حلول الليل: «مافيش فايدة». وهو ما يثير دهشة «مصطفى سيد»، عامل: «قالوا البياعين عاملين مشكلة واتشالوا، قالوا العربيات فعملوا جراج التحرير، الزحمة دى سببها إيه بقى؟».[SecondImage]
«سُياس» وسط البلد الذين خافوا من تهديد جراج التحرير لأرزاقهم قرروا أن يخفّضوا أسعارهم لإبعاد عيون أصحاب السيارات عن الجراج الجديد. محمد سليم، سايس بمنطقة عابدين، اعتقد للوهلة الأولى مع افتتاح جراج التحرير أن الجراح سيغلق بيته وبيت زملائه، إلا أنه بعد مرور وقت قصير اكتشف تذمّر المواطنين من الاشتراكات المرتفعة، فبدأ وزملاؤه فى تقديم تسهيلات لجذب الناس مرة أخرى: «الجراج كبير ويساع من الحبايب ألف، بس غالى، يبقى لازمتها إيه، والنتيجة الزبائن هربت من التحرير وجات لحد عندنا».
يلجأ السُياس إلى الحيل هرباً من «كلبشات» رجال المرور، بسحب الزبائن إلى مناطق تبعد عن ميدان التحرير والشوارع التى تحيط به إلى شوارع داخلية. «فتح الله»، سايس بشارع «صبرى أبوعلم»، قال: «الزبائن بتهرب من الجراج، وإحنا بنهرب من رجالة المرور، نفسنا نعرف هو الجراج ده حقنة ولازم ناخدها؟».