محللون فلسطينيون: الهدنة فرصة لالتقاط الأنفاس.. ودور مصر محوري في تنفيذها
الحرازين
أشاد خبراء ومحللون فلسطينيون بالدور المحورى الذى لعبته مصر فى الهدنة الإنسانية فى الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، مؤكدين أنها تُعطى الفرصة للشعب الفلسطينى لالتقاط أنفاسه بعد أن تعرّض لحرب إبادة جماعية، حيث دُمّرت المدارس والمستشفيات ومراكز الرعاية، فضلاً عن المنازل بمن فيها.
«صافي»: المطلوب حاليا التركيز على نجاح الهدنة للوصول إلى نهاية العدوان ولملمة الجراح
بداية أكد الدكتور ماهر صافى، الباحث والمحلل السياسى الفلسطينى، أن الجهود والموقف المصرى المحورى فى الوصول إلى هدنة استمرت المفاوضات عليها لمدة 4 أسابيع رغم تدخّل الرئيس الأمريكى جو بايدن فى بداية الأمر، ولم تستطع الولايات المتحدة الأمريكية إبرام هدنة أو صفقة واضحة تماماً، موضحاً أن نتائج الجهود المصرية الواضحة وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى خرجت بالهدنة إلى بر الأمان. وقال «صافى»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن الوساطة المصرية القطرية كان لها تأثير واضح على نجاح الهدنة، وما جاء بها من بنود ونصوص معيّنة فى العدد بالنسبة للإسرائيليين «1 مقابل 3 للفلسطينيين»، موضحاً أن الأمور متقاربة نوعاً ما، لأن هؤلاء الأسرى مدنيون، مؤكداً أن الهدن القادمة ستكون لها أهمية كبيرة، لأنها متعلقة بالأسرى من الجنود والضباط الذين فى حوزة المقاومة الفلسطينية فى غزة.
وأوضح أن الهدنة جاءت لالتقاط الأنفاس وجاءت للملمة الجراح نوعاً ما ولدفن الجثث الموجودة فى الشوارع فى غزة، مؤكداً أن كل المدن والمخيمات الفلسطينية فى القطاع بها شهداء، لم تستطع فرق الإنقاذ والدفاع المدنى والإسعاف الوصول إليهم بسبب القصف المستمر، وعدم تمكّنهم من استخراج الشهداء، وإيداعهم فى المستشفيات للحصار المشدّد على المستشفيات كالإندونيسى والشفاء.
وعن المطلوب حالياً، قال «صافى» إن المطلوب حالياً هو التركيز على نجاح الهدنة للوصول إلى نهاية العدوان ولملمة الجراح: «المستقبل حتى الآن غير واضح، لأن إسرائيل والسياسة التى جاءت بها فى عدوانها على غزة لم ترسم ما تريد هى فقط، وإنما دخلت لتنتقم وفشلت فى هذا، وتكبّدت خسائر فى الجنود والمعدات، فالأمور غير واضحة».
«الحرازين»: مصر ستظل حاضنة قوية للقضية الفلسطينية
وقال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية: إننا «نراهن على الدور المصرى والقطرى والأمريكى فى إنفاذ الأمر واستكمال 4 أيام الهدنة ووقف إطلاق النار، ونسعى لأن تتواصل الأعمال والجهود لتمرير الهدنة لإطلاق سراح المزيد من الأسرى بما يُمهّد الأرض لالتقاط أنفاس الشعب الفلسطينى الذى يعيش نكبة كبرى لم تمر عليه على مدار التاريخ، وزادت عن سنة 1948، فى صورة حرب إبادة انتقامية على مدار 48 يوماً».
وشدّد «الحرازين» على أن مصر حريصة على ضرورة أن يكون هناك أفق سياسى لحل الصراع من جذوره، وواصلت فتح معبر رفح لدخول المساعدات، إلا أن الإعاقة كانت من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلى، موضحاً أن مصر شكّلت سداً منيعاً أمام محاولات التهجير وشطب القضية الفلسطينية وإنقاذ الشعب الفلسطينى وتشكل الداعم والسند الأساسى له، وما زالت تحافظ على دورها لما تتمتّع به من مكانة إقليمية ودولية وثقة العالم وأثرها ودورها فى الحفاظ على الأمن واستقرار المنطقة: «مصر شكلت حاضنة قوية للقضية الفلسطينية والشعب، وعملت على حمايته وحفظ حقوقه المشروعة».