المصريون العالقون باليمن: تصريحات الحكومة عن الإجلاء "شو إعلامى"
أثار إعلان الحكومة البدء فى اتخاذ إجراءات إجلاء المصريين فى اليمن براً وبحراً عن طريق السعودية وعمان غضب المصريين العالقين هناك، وقال الدكتور عبدالناصر خلف، مصرى مقيم فى اليمن منذ سنوات، إن الحكومة المصرية اختارت الأصعب وهو فتح الحدود السعودية - اليمنية لإجلاء الرعايا، مشيراً إلى أن بإمكان مصر أن تتفق مع أى وكيل ملاحى لنقل المصريين من موانئ المكلا وعدن وحضرموت، لنقل ما يقرب من 1000 مصرى عالق، وأضاف لـ«الوطن»، أنه لا تواصل مع الحكومة المصرية حتى الآن، وأن تصريحات وزارة الخارجية بالبدء فى عمليات الإجلاء هى «شو» للاستهلاك المحلى فقط، وأن الحل الوحيد لنجاتهم هو وصول سفن لنقلهم عبر الموانئ اليمنية.
وقالت عبير يوسف، زوجة أحد المصريين المقيمين فى اليمن، إن هناك صعوبة فى عودة زوجها بعد أن طالبت وزارة الخارجية الرعايا المصريين بضرورة التوجه إلى حدود السعودية وسلطنة عمان، وهو ما يصعب تنفيذه لطول المسافة التى تبلغ 1200 كم، وسط عمليات القصف الجوى وحرب الشوارع الموجودة بين اللجان الشعبية والحوثيين.
وأضافت «عبير» لـ«الوطن»: أن وزارة الخارجية فشلت فى التواصل مع الرعايا المصريين.
وقال أشرف حسن، أحد العالقين فى اليمن والمقيم هناك منذ 5 سنوات ويعمل مديراً للمبيعات، إن نحو 500 مصرى محاصرين داخل الأحياء اليمنية فى صنعاء، مشيراً إلى أن باكستان والهند والفلبين أجلت رعاياها بالطيران، فيما أجلت الصين رعاياها عن طريق البحر، وأكد «حسن» ضرورة أن تطلب مصر من الأمم المتحدة وقوات التحالف السماح بهبوط طائرة أو بارجة حربية لنقل جميع المصريين قبل أن يصبحوا موتى نتيجة عمليات العنف التى تشهدها شوارع العاصمة اليمنية.
فيما قالت مصادر سيادية مسئولة إن القطع البحرية المصرية وطائرات القوات المسلحة مستعدة للتحرك فى أى وقت من أجل المساهمة فى نقل المصريين العاملين فى اليمن، ولفتت المصادر إلى أن القطع البحرية المصرية سوف تكون مسلحة ومدعومة بوسائل تأمين عالية من أجل نقل المصريين بسلام.
فيما كشف الدكتور رياض ياسين، وزير الخارجية اليمنى، عن أن مصر بإمكانها إرسال سفن لنقل رعاياها عن طريق ميناء عدن أو ميناء الحُديدة، والتنسيق مع قوات التحالف لمنع استهداف تلك السفن.
وقال «رياض» لـ«الوطن» إن أزمة المصريين العالقين تخص وزارة الخارجية المصرية، وإن جميع الدول بدأت منذ أيام فى إجلاء رعاياها جواً وبحراً، ويجب أن تبدأ مصر قريباً، حتى لا تزداد الأمور سوءاً إذا بدأت العمليات البرية، لأن ذلك سيشكل تهديداً كبيراً على أرواحهم، مشيراً إلى أنه يوجد مع الرئيس هادى منصور فى الرياض، لحين ترتيب عودة الرئيس إلى عدن أو العاصمة اليمنية صنعاء.
فى سياق متصل، كشف مصدر بوزارة الطيران المدنى عن عدم تلقى الوزارة حتى الآن أى تعليمات من رئاسة الجمهورية أو حدوث تنسيق مع وزارة الخارجية بخصوص إعادة العاملين المصريين باليمن عبر المملكة السعودية أو سلطنة عمان، وأضاف لـ«الوطن» أن شركة مصر للطيران مستعدة لنقل أى أعداد من العاملين المصريين باليمن فور تلقيها إخطاراً بذلك، موضحاً أن الشركة استأنفت رحلاتها منذ أيام إلى جنوب السعودية بعد فتح السعودية لمطاراتها أمام حركة الطيران الدولية، لافتاً إلى أن الشركة أوقفت رحلاتها إلى مطار صنعاء منذ بداية عمليات «عاصفة الحزم» الأسبوع الماضى، موضحاً أن الشركة نجحت فى إعادة العاملين بمكتب مصر للطيران باليمن عبر مطار جدة السعودى أمس الأول.