تذكرة وطيارة وشنطة سفر.. اختار الدولة «اللى مش هتسافرها»
لم يعد السفر يحتاج إلى أموال، أو جواز سفر، أو تأشيرة، أو حتى حقيبة ملابس، بإمكان المسافر أن يطير بنفسه إلى حيث يريد دون تعقيدات، وبشروط بسيطة، أولها ألا يتجاوز عمره 15 عاما، وثانيها أن يكون من سكان منطقة أرض اللوا، وثالثها أن يكون واحدا من أعضاء ورشة «سفرنى» التى تنظمها «رافايل عياش» فى مركز «آرت اللوا» الثقافى.
«هى رحلة خيالية نقوم بها مرتين فى الشهر، فى كل مرة نذهب إلى بلد مختلف، ويتم تعريف الأطفال باللغة المحلية للبلد، والطعام والألعاب والرقص والأغانى الخاصة به».. تتحدث رافايل عياش، الشابة العشرينية التى تعيش فى القاهرة منذ أربع سنوات، وتنظم ورشة «سفرنى» كأول نشاط تمارسه مع الأطفال فى حياتها.
رافايل مخرجة أفلام تسجيلية، درست الإخراج فى باريس، وعملت فى الإنتاج بإسبانيا، ترى أن أهم ما فى هذه الرحلات أنها تفتح أبواباً جديدة فى عقول الأطفال وتشجعهم على احترام جميع البشر، تقول: «أطفال كتير ماعندهمش وسائل اتصال بالعالم، مايعرفوش ثقافات مختلفة، وماعندهمش أصدقاء من بلاد تانية، مهم جدا يكتشفوا إن فيه بلاد تانية على الخريطة غير مصر».
وتضيف: «بندى الأطفال تذاكر طيران، وبنحدد لهم أبواب معينة للسفر، وبيدخلوا الطيارة، وبنعمل لهم محاكاة لصوتها، وبنخليهم يتفرجوا على فيديو للسحاب فى السما، ولما بنوصل بنخليهم يقابلوا ناس من فرنسا فعلا، مهم جدا لما نركز على بلد يكون لنا فيه أصدقاء، لأن الهدف من الورشة هو ربط اسم البلد اللى رايحينها بالبشر».
ثمة أساسيات فى ورشة «سفرنى»، على الجميع احترام الاختلاف، وعدم التدخل فى شأن الآخرين، واحترام الزملاء، واحترام الفعالية نفسها، تقول رافايل: «اكتشفت إن الأطفال عندهم اهتمام كبير وفضول لمعرفة المزيد عن الثقافات الأخرى، أنا سعيدة إنى قادرة أساعد أطفال أعمارهم بين 5 و15 سنة، إنهم يشوفوا بلدهم على الخريطة، وجنبها بلاد تانية، يقدروا يزوروها لو حبوا».