"الوطن" مع أسرة الشهيد: منزل آيل للسقوط و4 أطفال مهددون بالتشرد
شهدت مدينة المحلة الكبرى بالغربية حالة من الحزن عقب ورود نبأ استشهاد أحد أبناء المدينة على الحدود السعودية اليمنية، وتحولت الساحة المحيطة بمنزل عائلة الضحية إلى سرادقات عزاء، حيث تجمّع العشرات من أهالى المدينة لتقديم واجب العزاء فى أول شهيد مصرى لإرهاب الحوثيين، الذين استهدفوه أثناء قيادته لإحدى سيارات النقل على الشريط الحدودى الواصل بين اليمن من جهة والمملكة السعودية من جهة أخرى. سافر يحيى مصطفى أبورحال، 46 عاماً، سائق مقيم بمنطقة صندفا فى مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، إلى السعودية بحثاً عن لقمة العيش كى يعول أفراد عائلته المكونة من 4 أطفال وزوجته وأشقائها، حاول كثيراً أن يدبر المال لتوفير مسكن لأسرته التى تعيش فى منزل مكون من طابقين وآيل للسقوط، إلا أن غلاء الحياة لم يمكّنه من تحقيق الحلم، حيث اغتالته صواريخ الميليشيات الحوثية، ما أدى إلى إصابته بجروح قطعية وبتر أطراف من جسده ووفاته متأثراً بجراحه داخل مستشفى كائن بإحدى الجبال الوعرة بالقرب من الحدود السعودية.
«جوزى سافر واتغرّب عشان يجرى على قوت عياله حسبى، الله ونعم الوكيل فى اللى قتلوه».. بتلك الكلمات عبّرت «سينا البوهى»، 33 عاماً، ربة منزل وزوجة الشهيد، عن حزنها، منهمرة فى البكاء حزناً على فراق زوجها الذى مات غدراً على يد «الحوثيين»، ولم تجد الزوجة سوى صورة الشهيد لتحتضنها وهى تردد: «ربنا يرحمك يا جوزى يا أبوعيالى يا حبيبى، وربنا يسترك دنيا وآخرة زى ما سترتنى أنا وأولادك».[SecondImage]
وأضافت أن زوجها تحدث معها هاتفياً قبل مقتله بعدة ساعات، وأكد لها أنه فى طريقه إلى دولة الإمارات لتوصيل بضائع، مروراً بنقطة ميناء الحديدة باليمن، مضيفاً لها أنه سيعود بعد شهر فى إجازة سيقضيها مع أولاده، وطالبت الزوجة المشير عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، والمهندس إبراهيم محلب بسرعة التحرك لمخاطبة كافة الجهات المعنية لإعادة جثمان زوجها لدفنه بمقابر العائلة كى تبرد نار بعده عنها. وقال محمد حسنى أبوزيد، زوج عمة الشهيد، إن «أبورحال» كان رجلاً بمعنى الكلمة، يعرف الأصول جيداً ولم يترك أحداً فى وقت شدة، لافتاً إلى اضطراره للسفر منذ 12 عاماً لكسب لقمة عيش بالحلال وبناء مستقبل لأبنائه الصغار، وأضاف أن الحكومة يجب أن ترعى أبناءه المهددين بالتشرد والضياع وعدم القدرة على استكمال دراستهم والعيش فى حياة مستقرة بسبب وفاة أبيهم الشهيد عائل الأسرة الوحيد، مضيفاً: «يحيى ترك لنا 4 أولاد، وهم جابر وإبراهيم وأشرف والطفلة بشرى، وواجب على الدولة رعايتهم».
وقال حسونه البخ، أحد جيران الضحية: «ماينفعش الدولة تسيب حق ولاد يحيى، وحرام أسرته تتشرد بعد وفاته، وعلى الحكومة توفير مسكن لأفراد عائلته بعد انهيار جزء من المنزل الذى يعيشون فيه، حفاظاً على حياة أبنائه فى المرحلة المقبلة».