إبراهيم صلاح بجوار المجسم
تُرفع إصبعا السبابة والوسطى إلى أعلى، بينما بقية الأصابع مضمومة، فتُرسم يد الإنسان علامة النصر، التي يعبر بها الجميع عن تحقيق النجاح أو الانتصار، هذه الإشارة، حولها إبراهيم صلاح إلى مجسم ضخم، وقرر وضعه أمام المارة في أحد المولات بالقاهرة ليشاهدونه من كل حدب وصوب.
إبراهيم صلاح، البالغ من العمر 30 عامًا، يشتهر بصناعة المجسمات المختلفة، وقرر منذ أيام، استغلال الحديد الخردة الموجود لديه في مجسم جديد، وفكر إلى أن وصل لنحت علامة النصر في مجسم كبير، ووضعه في الشارع أمام أحد المولات بالتجمع الخامس، يحكي لـ«الوطن»: «اخترت شكل علامة النصر وبدأت في تنفيذ الفكرة».
كانت سبب اختيار علامة النصر هي أهمية لغة الإشارة التي تستخدم بشكل يومي لتوصيل أمر ما لشخص معين، وذلك دون التفوه بأي كلمات، بحسب «إبراهيم»: «لغة الإشارة هي لغة طبيعية على الرغم من اختلافها هيكليًا عن لغة الكلام، وكلنا عندنا طريقة لوصف اللي جوانا على مدار اليوم والساعة، وبنستخدم طريقة معينة نعبر بيها بلغة الإشارة».
25 يومًا، قضاها «إبراهيم» للانتهاء من تصميم مجسم علامة النصر، ووصل طوله إلى 4 أمتار، ورغم المجهودات الكبير التي بذلها، إلا أن رؤية المجسم ونتاج عمله في النهاية، دفعه لنسيان كل المجهود والاحتفال بنجاحه: «أي تعب بيهون لما بشوف الشغل في الآخر والناس بتعجب بيه».
يستخدم «إبراهيم» أنواعًا مختلفة من الجديد لصناعة المجسم، وهو جديد رخيص الثمن نتيجة قلة الطلب عليه: «في ورش ومصانع عندها معدن الحديد ده، مبيبقاش عليه الطلب، فسعره بيبقى قليل، وبدل ما يتعاد تدويره إحنا بنستغله».
بدأ إبراهيم صلاح في مجال النحت وصناعة المجسمات منذ 5 سنوات، وعَكف على تطوير وتنمية موهبته، إلى أن احترف النحت وإنتاج أعمال تحمل اسمه، وذلك بعد سنوات من العمل داخل الورش والمصانع، ليحفر اسمه في تلك المجسمات المصنوعة بيده داخل ورشته الخاصة بمنطقة «المنيب».
ويتحدث «إبراهيم» عن الصعوبات التي تواجه مهنته، قائلًا: «الحاجة دي بتاخد وقت خاصًة في أوقات بتتطلب أنه يخلص في وقت قياسي، ومجهود وتنفيذ وخامات وإن الشكل كله يبقى واحد ويكون قطعة واحدة وأظهر التفاصيل، ولكن بفضل الله بقدر أعمله»، كما يُعبرعن امتنانه لتشجيع الأهل له وردود فعل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي للتوسع في أعماله: «الناس شجعتني أني أكمل وردور الفعل في كل أعمالي كانت كويسة جدًا».
تعليقات الفيسبوك