أيتام «أحباب الله» يعملون للإنفاق على أنفسهم: «مفيش تبرعات»
معاناة حقيقية يعيشها 27 يتيماً فى دار «أحباب الله» فى مدينة 15 مايو، فبينما تتسع الدار لإيواء 35 طفلاً، فإن 8 منهم فقط منتظمون فى الدراسة، أما الباقون فاضطروا؛ بسبب نقص التبرعات، إلى العمل، يخرجون فى الصباح الباكر ويعودون بعد السابعة مساءً من أجل الإنفاق على أنفسهم.
14 طفلاً تتفاوت أعمارهم ما بين 12 و17 عاماً، يعملون فى مطعم بالتجمع الخامس، والآخرون يعملون فى محال بقالة وتبريد وتكييف. سامى خالد، أحد الأطفال الذين يعملون فى المطعم، قال: «صاحب المطعم راجل محترم، وبيعطف علينا وبيعاملنا كويس، لأنه كان بيتبرع لنا بالأكل قبل كدا، لكن بعض العاملين يسيئون معاملتنا وبيشتمونا، لأنهم عارفين إننا أيتام ومقطوعين من شجرة».
يحلم «سامى» بأن يصبح إنساناً سوياً: «نفسى أكمل تعليمى وأعيش كويس، مش ذنبى إنى يتيم ومعنديش أهل يسألوا عليّا، لما كنت بروح المدرسة بانتظام السنة اللى فاتت، كنت أقل من زمايلى فى التعليم لأنى مش باخد دروس خصوصية ولا بشترى ملخصات للمناهج».
أشرف مجدى، شاب عشرينى من خريجى جمعية «أحباب الله» ومشرف الدار بـ15 مايو تحدث عن الواقع الذى يعيشه أيتام الدار: «فيه متبرعين دفعوا مصاريف بعض الأطفال بالمدارس الحكومية، لكن مفيش حد بياخد دروس خصوصية، عشان مش معانا فلوس، ده فيه طلبة ما استلموش كتب المدرسة لحد دلوقتى ولا عندهم كشاكيل، فيه مدرسين بيعاملوهم معاملة غير آدمية على الإطلاق».
حكى «أشرف» عن أحمد يوسف (13 سنة)، الذى يدرس فى الصف الثانى الإعدادى بمدرسة «خالد بن الوليد» بـ15 مايو، حيث جاءه ذات يوم يبكى لأن المدرس ضربه لأنه لم يجب عن سؤال: «المدرسين بيقسوا على الأطفال الأيتام عشان عارفين أن محدش هيسأل عليهم، ولما بروح أتكلم مع المدير، المدرسين بيشتكوا من ضعف مستوى الأطفال، طب ما تذاكر لهم كويس بدل الدروس الخصوصية».
يحتاج أطفال الدار إلى ملابس ومراتب وأسرة ودواليب وتليفزيون ودهان للحوائط: «يا ريت الدولة تدعمنا بشكل منتظم، فرغم إشرافها على الدار، فإنها لا تقدم أى دعم لها، وأرسلنا الكثير من الخطابات إلى وزيرة التضامن لبحث مشكلتنا دون حل».