الرئيس الفلسطينى: «ليس لى الحق فى العودة إلى البلدة التى طردت منها عام 1949»
زاد الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، شعبه هماً عندما أعلن أنه ليس له الحق فى المطالبة بالعودة إلى البلدة التى طرد منها وهو طفل خلال حرب 1948 على فلسطين. يأتى ذلك فى الوقت الذى حلت فيه أمس الذكرى 95 لوعد بلفور لليهود بإنشاء وطن لهم على الأرض الفلسطينية مما دفع مجموعة من العرب والأجانب لبعث رسالة للحكومة البريطانية تطالبها بالاعتراف بمسئوليتها عن الكارثة التى حلت بفلسطين.
وقال عباس للقناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى: «لقد زرت صفد، وهى البلدة التى عشت فيها طفولتى، مرة من قبل، لكننى أريد أن أرى صفد، من حقى أن أراها لا أن أعيش فيها».
ومتحدثا بالإنجليزية من مدينة رام الله فى الضفة الغربية أوضح عباس: «فلسطين الآن فى نظرى هى حدود 67 والقدس الشرقية عاصمة لها، هذه هى فلسطين فى نظرى، إننى لاجئ لكننى أعيش فى رام الله، وأعتقد أن الضفة الغربية وغزة هى فلسطين والأجزاء الأخرى هى إسرائيل».
ومن بين النزاعات التى تعرقل محادثات السلام فى الشرق الأوسط مطلب الفلسطينيين بمنح نحو خمسة ملايين فلسطينى حق العودة لأراض فى إسرائيل خسروها هم أو أقاربهم.
وتعهد الرئيس الفلسطينى بعدم اندلاع انتفاضة ثالثة طالما بقى فى السلطة قائلاً: ««لن تكون هناك أبدا انتفاضة مسلحة ثالثة ضد إسرائيل، لا نريد أن نستخدم الإرهاب والقوة والأسلحة بل نريد أن نستخدم الدبلوماسية والسياسة والمفاوضات والمقاومة السلمية».
من جانبها، نددت حركة حماس بتصريحات عباس معتبرة أنه يتحدث نيابة عن نفسه فقط. فيما قال سامى أبوزهرى المتحدث باسم حماس إنه: «لن يقبل أى فلسطينى التنازل عن حقه فى العودة إلى دياره، وإذا كان أبومازن لا يريد صفد فإن صفد سيشرفها ألا تستقبل أمثاله».
وفى تحرك سياسى وإنسانى، استغلت مجموعة من العرب والأجانب الذكرى 95 لوعد وزير الخارجية البريطانى، جيمس آرثر بلفور، لليهود بإنشاء وطن لهم على الأرض الفلسطينية وبعثت رسالة للحكومة البريطانية نشرتها صحيفة الجارديان تطالبها بالاعتراف بمسئوليتها عن الكارثة التى حلت بالفلسطينيين.
وقالوا فى رسالة قصيرة: «إن رسالة وزير الخارجية البريطانى الأسبق جيمس آرثر بلفور لليهود بإنشاء وطن لهم على أرض فلسطين أعطت بمقتضاها الضوء الأخضر للحركة الصهيونية لتحويل دولة فلسطين العربية إلى دولة يهودية». وأضافوا: «ولتحقيق هذا الهدف منذ عام 1920 فصاعدا شجعت بريطانيا الهجرة الجماعية لمئات الآلاف من اليهود الأوروبيين إلى فلسطين وغرقت البلاد فى الفوضى فيما غسلت بريطانيا أيديها من مسئوليتها عن ترحيل مئات الآلاف من الفلسطينيين من وطنهم قهراً».
وختموا رسالتهم قائلين: «ندعو الحكومة البريطانية للاعتراف علنا بمسئولية الإدارات البريطانية السابقة 1917 حتى 1948 عن الكارثة التى حلت بالفلسطينيين، عندما تم نفى ثلاثة أرباع الفلسطينيين من وطنهم عمدا وبشكل ممنهج من الجيش الصهيونى».
يصادف أمس الجمعة الذكرى 95 لوعد وزير الخارجية البريطانى جيمس آرثر بلفور لليهود بإنشاء وطن لهم على الأرض الفلسطينية، ما عرف تاريخيا باسم «وعد بلفور» الذى حول الشعب الفلسطينى إلى لاجئين فى دول شتى من العالم.
وحمّلت منظمة التحرير بريطانيا المسئولية، وأضافت «آن الأوان للمجتمع الدولى وعلى رأسه بريطانيا للعب دور فاعل، وتقديم مبادرات جدية وملموسة لتصحيح الخطأ التاريخى الذى اقترفته بحق الشعب الفلسطينى الذى ما زال يدفع ثمن تواطؤ المجتمع الدولى بالكارثة الإنسانية والسياسية التى حلت به وأدت إلى اقتلاعه وتهجيره من وطنه وإحلال شعب آخر محله وتابعت «أقل ما يمكن أن تقدمه بريطانيا ودول العالم هو تقديم الاعتذار عما لحق بالشعب الفلسطينى من ظلم تاريخى، وتقديم الدعم المادى والمعنوى له من خلال تمكينه من استعادة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف، ودعم التصويت لصالح دولة فلسطين بصفة مراقب فى الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الحالى».