رمضان السمان: "لا طُلت بلح الشام ولا عنب اليمن"
بجلبابه الأبيض الملطخ بالطين، يجلس العجوز على أريكة بإحدى حدائق أعيان قرية «أبو مناع» بمحافظة قنا، إحدى أكثر القرى تضرراً من عمليات النصب على يد «المستريح»، والوحيدة التى ظهرت فيها حالات طلاق، بعد كشف عمليات الاحتيال. رمضان حسن محمد السمان، يروى قصة ما أصابه من هم بعد خسارته أمواله وأموال أسرته فى استثمارات «وهمية» مع مندوبى وعملاء النصاب. «دفعت كل اللى حيلتى وكل فلوس ولادى وحريم ولادى علشان أقبض شهرية أعيش بيها أنا وهما، وفى الآخر خدهم، حسبى الله ونعم الوكيل».. بهذه الكلمات عبر عن حزنه إثر ضياع أمواله التى جمعها من أولاده العاملين بالسعودية، وحُلىّ زوجتىْ نجليه اللذين يعيشان معه فى منزل القرية، فبعد أن شاهد أبناء القرية يحصلون على رواتب شهرية من عملاء «المستريح»، قرر أن يحذو حذوهم ويستثمر كل أمواله طمعاً فى دخل شهرى يكفيه شقاء الزراعة وضيق العيش، بل قرر المجازفة حتى بأرضه، ورهن قيراطين، هما كل ما يملك من أجل سلفة 15 ألف جنيه، موضحاً أن المستريح كان لديه فى كل قرية عميل، أو مندوب من أهالى القرية. ويتابع «رمضان»: «ولادى الاتنين بعتوا 15 ألف، وأنا رهنت أرضى بـ15 ألف، وقُلت أهو أستريح من زراعتهم، وآخد الشهرية، لكن خدهم منه لله»، ونصح زوجات أولاده ببيع الذهب والحلى، بلغت قيمتها 21 ألفاً، قدمها إلى «المستريح»، لكنه لم يحصل على الأرباح التى انقطعت منذ ديسمبر الماضى.