صحيفة صينية: تخفيف العقوبات على إيران يصب في صالح بكين
تساءلت صحيفة "الشعب" الصينية، عقب انتهاء المفاوضات حول الملف النووي الإيراني إلى اتفاقية إطارية، عن رد فعل الغرب بعد الاتفاق، وهل سيوقف عقوباته النفطية والمالية على إيران، مقابل تقديم طهران تنازلات كبيرة.
وأضافت الصحيفة، "إذا تم التوصل إلى اتفاقية نهائية في يونيو المقبل، سيتحرك الغرب فعليا في اتجاه تخفيف العقوبات على إيران، ما سيكون له تأثيرا عميقا وبعيدا على الاستراتيجيات الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية بالنسبة للصين، ما يعني تخفيف العقوبات على إيران بالنسبة للصين".
يقول الباحث بمعهد أبحاث التجارة الدولية والتعاون الاقتصادي التابع لوزارة التجارة الصينية، ماي شين يو: "على مستوى الوضع الاقتصادي والتجاري العام بالنسبة للصين، سيؤدي دخول إيران للسوق النفطية العالمية على نطاق واسع لزيادة العرض، ما يعزز السيطرة على أسعار النفط، ويصب في صالح الصين، التي تعد أكبر مستورد عالمي للنفط وتأثرا بالعقوبات".
ويضيف الباحث، "يبلغ الإنتاج الإيراني من النفط في الوقت الحالي مليون برميل فقط، في حين تتوقع الأجهزة الدولية ارتفع إنتاج إيران من النفط من 200 ألف إلى 600 ألف برميل خلال 6 أشهر من العام الحالي، في حال التوصل لاتفاق نهائي، ومن المنتظر أن تصل كمية الزيادة في 2016 إلى 700 ألف برميل.
وبالنسبة للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وإيران، أوضح ألباحث أن الاتفاق سيسهم في ارتفاع الدخل والمقدرة الشرائية الإيرانية، لجعل المبادلات التجارية والمالية بين البلدين أكثر سهولة.
من جهة أخرى، أوضح ماي، أن هناك قيمة كبرى كامنة في الاتفاق النووي الإيراني بالنسبة للصين، وهو أن التسوية يمكن أن تكون نموذجا ومرجعا لمعالجة الملف النووي الكوري الشمالي، كما يمثل نفس الأهمية في هذا الجانب بالنسبة لروسيا وكذلك أمريكا.
وأضاف أن تخفيف العقوبات على إيران، سيؤدي إلى رفع المنافسة بين الشركات الأجنبية والشركات الصينية داخل السوق الإيرانية، حيث جعلت العقوبات الأمريكية والأوروبية المسلطة على إيران على مدار الـ30 عاما الماضية، السوق الإيرانية شبه خالية من المنافسة، بالنسبة لرؤوس الأموال والمنشآت والسلع الاستهلاكية الصينية.
وأكد أنه إذا تم تخفيف العقوبات بهامش كبير فإن الوضع سيتغير، حيث يعزز ميول العميل الإيراني لاختيار السلع الغربية، مضيفًا "في ظل هذا الوضع يجب على الصين تسريع عملية ترقية التجارة الصينية الإيرانية، فإذا نجحت في رفع جودة التجارة الصينية الإيرانية، فإن رفع الحصار والعقوبات على إيران، سيكون محركا وفرصة جديدة للتجارة الصينية الإيرانية".