استجابة لـ"الوطن".. لمبات "الليد" تضىء العشوائيات
فى استجابة سريعة لما نشرته «الوطن» الأسبوع الماضى فيما يتعلق بوجود مشكلات فى توزيع لمبات «الليد» والإيفاء بما وعدت به وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة من توزيع 10 ملايين لمبة قبل مايو المقبل، فى حين لم تستطع شركات التوزيع حتى الآن الوصول لـ10% من إجمالى الكمية قبل انتهاء الجدول الزمنى المحدد بأربعة أسابيع، شهدت «الوطن» أول جولة لشركة توزيع جنوب القاهرة للكهرباء فى منطقة البدرشين لتوزيع لمبات «الليد» بدلاً من انتظار مجىء المشترك لمنافذ توزيع اللمبات، لتسهيل عملية التوزيع.
بدأت شركات توزيع الكهرباء بعد انعقاد اجتماع منذ أيام مع المهندس محمد رحيم، وكيل الوزارة لشئون الشركات ومسئول لمبات الليد، فى تنفيذ تعليمات جديدة لزيادة عدد لمبات «الليد» من خلال انتهاج سياسة جديدة فى توزيع اللمبات وهى الذهاب للمواطنين فى المناطق النائية بدلاً من انتظار مجيئهم لمنافذ البيع. وشمل القرار الصادر بتاريخ 7 أبريل الحالى، وحصلت «الوطن» على نسخة منه، أن تسوق اللمبات الليد الموفرة عن طريق الدعاية لها بتوضيح عدد من المميزات، ومنها أنها منخفضة الاستهلاك، وبها ضمان أربعة أعوام لكل لمبة، وإمكانية التقسيط على فواتير الكهرباء، وعند طلب المشترك شراء اللمبات الموفرة «الليد» بالتقسيط يتقدم للإدارة التابع لها بطلب، على أن يرفق بالطلب آخر فاتورة استهلاك مسددة، بالإضافة إلى صورة إثبات الرقم القومى، ويوقع المشترك، بحسب القرار على نموذج استلام اللمبات «الليد» ويرسل إلى قسم الإصدار ليتم تسجيل بيانات المشترك القائم بالشراء فى السجل المعد لذلك ومدون عليه البيانات التالية (مراجع الحساب، الاسم، العنوان، عدد اللمبات، سعر اللمبة، عدد الأقساط، قيمة القسط) مع متابعة الأقساط مع الحاسب الآلى. فى ضوء القرار بدأت شركات التوزيع فى وضع جدول زمنى لتنظيم جولات ميدانية بالمناطق النائية يحضرها مدير إدارة الكهرباء ومسئولو ترشيد بالشركة وفنيون ومهندسون لتركيب لمبات «الليد» للمواطنين.
نظمت شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء أولى الجولات الميدانية، التى حضرتها «الوطن» بمنطقة البدرشين لتوزيع لمبات «الليد» وتوعية المواطنين بما تقوم به اللمبات من توفير فى التيار الكهربى بنسبة 85% مقارنة بالأنواع المختلفة للمبات، تدعمها الكهرباء بحوالى 50% من ثمنها الأصلى ليصل سعر اللمبة 25 جنيهاً بالتقسيط على 20 شهراً على فاتورة الكهرباء (جنيه وربع شهرياً للمبة)، فى حين أن سعرها التجارى يصل إلى 50 جنيهاً بخاصة اللمبة 9 وات، التى تعد الأفضل بين أنواع اللمبات «الليد».
كشف المهندس كرم محمد، مدير عام إدارة ترشيد الكهرباء بشركة جنوب القاهرة للتوزيع، إجمالى مبيعات الشركة من اللمبات «الليد» حتى أوائل الشهر الحالى التى وصلت 35 ألفاً و305 لمبات من إجمالى 96 ألفاً و782 لمبة تسلمتها الشركة فى فبراير الماضى من سبع شركات توريد للمبات الليد، كان من المفترض أن تورد مليوناً و600 ألف لمبة ليد، وأشار «كرم» إلى أن توزيع اللمبات بالتقسيط بلغ 8 آلاف و413 لمبة، ونقداً 26 ألفاً و892 لمبة.
«فيه شركات لسه موردتش لحد دلوقتى ولا لمبة»، قال «كرم»، الذى رافقته «الوطن» بالجولة، موضحاً فى بيان تفصيلى بإجمالى اللمبات التى وردتها الشركات لجنوب القاهرة، جاءت شركة فينوس للاستيراد والتصدير الأعلى فى كميات اللمبات الموردة بإجمالى 55 ألف لمبة، تليها شركة السويدى للمبات بإجمالى 23 ألف لمبة، ومترا كمبيوتر للاستيراد والتصدير بإجمالى 11 ألف لمبة، والهيئة العربية للتصنيع 7 آلاف لمبة، بينما لم تورد شركة ماكس لايت الأمريكية أياً من اللمبات حتى الآن.
أوضح مدير عام الترشيد أن إجمالى المنافذ التابعة لشركة جنوب القاهرة لتوزيع اللمبات «الليد» يصل إلى 30 فرعاً، وثلاثة منافذ متحركة تتوجه للنوادى والمصالح الحكومية لتوزيع اللمبات «الليد» على الموظفين.
«التخوف من ثمن اللمبة الهاجس الأكبر وراء تراجع المواطنين عن شرائها»، قال المهندس إسلام عبدالقادر، موظف بإدارة ترشيد الكهرباء وأحد المشاركين بالجولة، مشيراً إلى أن العديد من المواطنين يترددون بمجرد معرفة أن ثمن اللمبة 25 جنيهاً، إلا أن موظفى الإدارة يبدأون فى توعية المواطنين بأن تسديد ثمن اللمبة على 20 شهراً. أوضح «إسلام» أن أكثر ما يجذب المواطنين العمر الافتراضى للمبة «الليد»، الذى يصل لثمانى سنوات، وهو غير مسبوق باللمبات الموفرة من قبل، بجانب الضمان الذى تكفله وزارة الكهرباء للمبة وهو أربع سنوات، يمكن من خلالها تغيير اللمبة واستبدالها بأخرى فى حال تعرضها لأعطال مجاناً من شركة الكهرباء التابع لها.[FirstQuote]
بدأت الشركة جولتها بالتوجه لعدد من المشتركين، المتفق معهم مسبقاً، لتوزيع اللمبة التى تحمل شعار «تحيا مصر» المشروع القومى لترشيد الطاقة لتعميم لمبات الليد، إلا أن المشتركين بالجولة استقروا فى أحد الشوارع بمنطقة «سقارة» وبدأ الأهالى فى التوافد بعد مشاهدة عربة إدارة الترشيد المزينة بصورة اللمبة الليد. الكثير من الأهالى تعرفوا لأول مرة على اللمبات الليد وبدأوا فى السؤال عن كيفية اقتنائها، ولم يصدق البعض منهم أنه يمكنه استلام أربع لمبات ليد خلال دقائق بمجرد تسليم فاتورة كهرباء حديثة وصورة من بطاقة الرقم القومى.
«هناخدها وإحنا مغمضين»، قالها الحاج عبدالنبى كامل، أحد المستلمين للمبات الليد، بعد التعرف على أن ثمن اللمبة أقل بكثير من ثمنها بالمنافذ التجارية، وأنها تساعد فى تقليل قيمة فاتورة الكهرباء بتوفير 85% من الاستهلاك. فى حين لم يستطع الحاج محمد أنور أبوهاشم، صاحب مخبز، أن يجزم بأن اللمبات توفر له فى الاستهلاك مردداً: «لما نبقى نجربها الأول».
تعددت طلبات المواطنين بين شراء اللمبات «الليد» من نوع «المسمار» إلا أن اللمبات التى تطرحها الشركة تختلف عن هذا النوع، كما دار النقاش بين مسئولى الحملة عندما تقدم أحد المواطنين بفاتورة مسددة عن طريق خدمة «فورى»، وهى حالة لم يقابلوها من قبل، إلا أنهم وافقوا على تسليمه اللمبات بعد استلام كعب الفاتورة مرفق مع إيصال التسديد الفورى، لضمان استيفاء بيانات المشترك، بخاصة أن فاتورة السداد الفورى لا تذكر رقم حساب المشترك الذى يدفع من خلاله أقساط اللمبة.
«معلش مافيش دفاتر»، قالها أحد مسئولى الحملة لمواطن يدعى «قطب حمزة» عندما توجه للحملة لطلب شراء ست لمبات ليد، رفض مسئولو الحملة بدعوى أنهم ليس معهم دفتر بيع اللمبات نقدياً، والمتوفر لديهم هو إيصالات التقسيط، واضطر «قطب» لاستلام أربع لمبات بالتقسيط رغم أنه فى حاجة لعدد أكبر نظراً لحاجته لاستبدال جميع لمبات منزله بأخرى موفرة.
من جانبه، أوضح المهندس مجدى عثمان، رئيس قطاع جنوب الجيزة، أنه تعمد أن يترأس الجولة الأولى لشركة جنوب القاهرة لتوزيع لمبات «الليد» لتذليل أى عقبات يمكن أن تواجه المواطنين أثناء تسلم اللمبات من مسئولى الحملة. أوضح «عثمان»، فى حديثه لـ«الوطن» أن بعض المشكلات، مثل وجود شخص يستلم اللمبات غير مدون اسمه بفاتورة الكهرباء، تعاملت معها الحملة بالتواصل مع مسئولى الشركة والموافقة على تسليم اللمبات للأقارب من الدرجة الأولى للاسم المدون بفاتورة الكهرباء.
أشار رئيس القطاع إلى اشتراط أن تكون فاتورة الكهرباء حديثة، وأن يظهر بها أن المشترك منتظم فى سداد المديونيات السابقة، إلا أنه فى حال ثبوت أن المشترك غير منتظم من خلال الكشف على جهاز متنقل يحمله أحد الأشخاص بإدخال اسم المشترك الموجود بالفاتورة، لن تقبل الإدارة تسليم لمبات الليد له عن طريق التقسيط، نظراً لوجود أقساط أخرى بالفعل وانتفاء ضمانة أنه يلتزم بدفع ثمن اللمبات.
«اللمبة بثمن سيجارة»، هكذا وصف «عثمان» تكلفة اللمبات «الليد»، موضحاً أن السعر التجارى للمبة ضعف الذى تطرحه شركات التوزيع، ما يوفر ميزة تنافسية لدى المشترك فى استلام اللمبات، موضحاً أن الوزارة تتفادى من خلال التجربة الحالية لتوزيع لمبات «الليد» ما سبق فى التجربة السابقة بتوزيع اللمبات الموفرة التى استغلها بعض التجار وعمدوا لشرائها من الوزارة بسعر مدعم وإعادة بيعها للمواطنين بضعف الثمن. أوضح «عثمان» أن التجار لم يستطيعوا حتى الآن التنافس مع شركات التوزيع فيما يتعلق بلمبات «الليد»، بخاصة بعد نظام التقسيط الذى يجعل توزيع اللمبات على المواطنين «شبه مجانى»، وكفاءتها تصل إلى 82 وات للمبة الليد التى تصل قدرتها 9 وات أى أنها توفر استهلاكاً يقدر بـ85%. وتتراوح أسعار اللمبات الليد المطروحة من قبل شركات التوزيع بحسب قدراتها، فاللمبات التى تصل قدرتها 9 وات بـ25 جنيهاً، و6 وات 20 جنيهاً و4 وات 16 جنيهاً. كشف رئيس القطاع أنه سيتقدم بطلب إلى المهندس علاء عبدالعزيز، رئيس شركة كهرباء جنوب القاهرة للتوزيع، لتخصيص يوم بالأسبوع للتنقل فى عدة مناطق تابعة لقطاع جنوب الجيزة وهى (أبوالنمرس - الحوامدية - البدرشين - الصف - العياط - أطفيح)، لضمان تعريف المواطنين بالمناطق النائية باللمبات الليد التى تعد مشروعاً قومياً لتقليل استهلاك الكهرباء.
أشار «عثمان» إلى أن تعليمات وزارة الكهرباء تقضى بضرورة إرسال تقرير يومى من الإدارات المختلفة إلى شركات التوزيع بإجمالى توزيع لمبات «الليد»، ترسله شركات التوزيع بدورها لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لتوفير حصر دائم بإجمالى اللمبات الموزعة لحين الانتهاء من الخطة التى تهدف لتوزيع 10 ملايين لمبة ليد.
وأعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة فى وقت سابق الانتهاء من المناقصة العالمية لتوريد 10 ملايين لمبة «ليد» موفرة بقدرات مختلفة (4، 6، 9) وات واختيار شركتين لتوريد الكمية المطلوبة، هما شركة ميترا كمبيوترز، وشركة NS للتوريدات، بتكلفة استثمارية حوالى 200 مليون جنيه.
وستطرح اللمبات على المواطنين بسعر التكلفة، الذى يتراوح بين 20 - 25 جنيهاً، بنظام التقسيط على فاتورة الكهرباء الشهرية على قرابة 20 شهراً، والحصول على توقيع من المواطن على محضر تسلم للمبات بعد تسليم لمبات غير موفرة فى مقابلها، والتوزيع من خلال فرق فنية لتسليم 4 لمبات «ليد موفرة» فى مقابل تسلم 4 لمبات «غير موفرة» من المواطنين.
وفى حال وجود أعطال باللمبات «الليد» يمكن للمواطنين إعادة «اللمبة» إلى شركة التوزيع واستبدالها بغيرها خلال فترة الضمان التى تمتد لأربع سنوات، وفقاً للتعاقد مع الشركات الموردة، وعقب الانتهاء من توزيع الدفعة الأولى (10 ملايين لمبة) بجميع الشركات تطرح الوزارة مناقصة أخرى لتوريد كميات إضافية.
والمستهدف من تركيب لمبات الليد الموفرة توفير حوالى 250 ميجاوات من الحمل المستهدف، ووفر فى استهلاك الطاقة الكهربائية سنوياً فى حدود مليار كيلووات ساعة، سعياً من الشركة القابضة ووزارة الكهرباء لنشر ثقافة الترشيد وتحسين كفاءة الطاقة.