ميدل إيست: ما السبب وراء سقوط الإخوان في مصر؟
ناقش موقع الأبحاث الأمريكي "ميدل إيست" وضع جماعة الإخوان في مصر بعد الإطاحة برئيسهم من قبل الشعب المصري، وقال إن الحجج التي تبرر إبقاء الإخوان كجماعة سياسية في مصر كلها حجج "مستهلكة ومعروفة".
وقال الموقع إنه بالرغم من القوة التنظيمية التي تتمتع بها الجماعة، وأنها الفصيل الوحيد المنظم في مصر، فإنه بعد نشوب الأزمة السياسية التي أطاحت بحكم الرئيس الإخواني محمد مرسي ظهر جليًا للعالم كله مدى الاتناقضات التي تحملها جماعة الإخوان المسلمين بين طياتها.
وقال الموقع أن كل ما شغل بال الجماعة في مناقشاتهم الداخلية هو عدم استيعابهم لفكرة انتهاء نشاط الجماعة في مصر بعد عامً واحد من حكمهم لمصر واعتبروها نهاية مأساوية لتاريخ هذه الجماعة العريق الذي دام أكثر من 80 عاما.
وقد عرض الموقع وجهتان متعارضتان للنظر، واحدة تقول أن اسباب إنهيار الجماعة هو ارتكاب قادتها أخطاء في إدارة البلاد، وآخر يقول إن المؤامرة كانت كبيرة لدرجة أنهم لا يمكنهم هزيمتها.
وقد اتجهت بعض الآراء إلى رأي آخر أن صراع الأجيال في الجماعة هو السبب الرئيسي وراء إضعاف قوتها وذلك لن شباب الجماعة يريدون أن يتولوا مقاليد الحكم.
ولكن الحقيقة هو أن صراعا لم يكن هو التفسير الصحيح، لكن التفسير الصحيح هو الاختلاف بين الشباب والكبار في طريقة إدارة الجماعة فمنهم من يريد أن تنخرط الجماعة في العمل السياسي ومنهم من ينادون بالعودة إلى دور الدعوة وأسلمة المجتمع من خلال العمل التربوي والاجتماعي بعيدًا عن السياسة.
ونشبت الأزمة حين حاول الفريق المؤيد لانخراط الجماعة في السياسة للدفاع عن استمرار المواجهة السياسية مع النظام الجديد في مصر السيطرة على الفريق الآخر الذي كان يرى أن الجماعة ستسيطر إذا ظلت تدعو للإسلام من خلال نشطاتها الاجتماعية.
وأكد التقرير أن الجماعة الآن تضيع من بين يديها فرصة لا تعوض في إعادة بناء هيكلها الداخلي، وهي أنها يجب أن تنحي الفريق العنيد الذي لا يحاول أن يحيد الجماعة عن مناقشة القضايا المهمة التي يجب أن تناقش في مثل هذ الفترة.
بدلا من الحديث عن الأخطاء التي تم ارتكابها وتفادي الوقوع في أي اخطاء مشابهه في المستقبل، يتناقش أعضاء الجماعة في قضايا سطحية لا تغير من وضعهم الرديء في شيء.
وقال التقرير أيضًا إن الانقسامات بدت واضحة بعد الانتخابات الداخلية التي تمت داخل الجماعة في نوفمبر وديسمبر الماضيين، وتم الانتهاء منها في يناير، والتي أسفرت عن تغييرات هيكلية طفيفة، شملت التحرر من فكرة الأوامر التنفيذية الصارمة للقيادة.
وظهر هذا بعد أن تم إبعاد محمود حسين الذي كان يقود معظم أنشطة الجماعة من مقره في تركيا، وانتخاب أحمد عبد الرحمن خلفًا له، عبد الرحمن، المعروف بقربه من نائب المرشد العام خيرت الشاطر، سيترأس مكتب الأزمة الذي تم تشكيله في تركيا والذي يتكون من 11عضوا، 4 من داخل مصر، 3 من قطر، و2 في تركيا وواحد من كل من السودان وماليزيا، وأعلن تشكيل المكتب في 5 أبريل.
بالطريقة الحالية التي تسيير بها الأمور، يمكننا القول إن الجماعة لا تنوي أن تعبر الكبوة التي تعرضت لها.
ومع ذلك فيبدو أن نفس الخط الانتهازي لا يزال هو الفكر القائم داخل الجماعة، كما يتضح ذلك من التصريحات الأخيرة لجمال حشمت أحد القادة التاريخيين للجماعة.
وألمح حشمت في تصريحاته أن الجماعة أشبه ما يكون ببندقية للإيجار، وقال إننا في الواقع قلقون من تسلل الشيعة إلى مصر، مضيفا: "إنه كانت تجمعنا بالمملكة العربية السعودية علاقة طيبة باستثناء فترة الملك عبد الله، الذي أنتج سياسات لم تكن تخدم المصالح الوطنية للمملكة".
وأنهى الموقع تقريره بأن الثورة الحالية داخل جماعة الإخوان نجحت فقط في الحفاظ على بعض السياسات التي كانت تتمسك بها الجماعة والتي كانت السبب وراء انتهاء نشاطاتها في مصر بهذه النهاية المآساوية.