إيتيكيت الفسيخ: برفان وحبهان وشيشة كانتلوب
«فسيخ ورنجة وبصل».. مثلث الدمار، فى شم النسيم من الصعب أن يخلو منزل من تلك الوصفة الثلاثية السحرية، لكنها محل إزعاج لدى العديد من الشباب، خاصة الذين يقبلون على التنزه بعد تلك الوجبة، فعاقبة روائح الفم بعد تناولهم بمثابة كابوس مزعج على حد قولهم، ولكن فى الوقت نفسه «الحاجة أم الاختراع»؛ لذلك تقدم «صحبة» بعض النصائح التقليدية وغير التقليدية لتمضية يوم مختلف والاحتفال دون قلق، وكيفية مواجهة المواقف الحرجة مع الأصدقاء فى ذلك اليوم قبل أن يفاجئك أحد بالمقولة الشهيرة «ريحة بقك وحشة».
لم تستطع إيمان الخولى أن تنتقى كلماتها وهى تجرح شقيقها دون قصد: «مرة أخويا كان قاعد جنبى فى اليوم ده وقلت له امشى من جنبى كُل لبان، ريحتك بصل بشكل مستفز.. تصرفت بعفوية شديدة بعد أن تحدث فى وجهى واستنشقت رائحة فمه، لكنى ندمت بعد ذلك لما شعرت به من أسف لأنى لو كنت مكانه مش هقبل حد يوصللى المعلومة بالشكل ده».
«لا تعايرنى ولا أعايرك الفسيخ طايلنى وطايلك».. كلمات قالها أحمد محمود عندما تذمر صديقه من رائحة فمه أثناء الحديث، مضيفاً أنه فى هذه الأيام لا يحرص على التخلص من هذه الرائحة لأن وجهة نظره البسيطة فى هذا اليوم «ريحة عامة ومصر كلها ريحتها كده مجاتش عليّا يعنى».
تضطر آية سمير أن تلجأ هذا اليوم للعزلة وترك الخروجات والفسح مع أصدقائها، فقالت «إن شم النسيم بالنسبة لى مشكلته إنى بعشق البصل والفسيخ ومقدرش أقاومهم وفى نفس الوقت مبعرفش أتخلص من روائحهم، وخوفاً من التعرض لموقف محرج لو حد انتقد رائحة فمى، بقضى اليوم كله فى البلكونة لوحدى، فمثلما تكره أن يشم رائحتها أحد تكره أيضاً أن تتعرض لذلك حتى وإن كان من أفراد أسرتها».
ولهذا اليوم ذكريات مع مصطفى أحمد رواها قائلاً: «اتفقنا أنا وخطيبتى نتقابل فى يوم شم النسيم بالليل على الكافيه واتقابلنا وقعدنا.. خطيبتى أكدت لى أنها مبتاكلش الفسيخ والبصل والتقاليد الخاصة باليوم ده، لكن مع أول كلمة قالتها أنا مصدقتهاش لأن ريحة بصل جبارة حسيتها من فمها ومبقتش عارف أتصرف إزاى أو أقول لها إيه عشان تاخد بالها من غير ما أحرجها، فتركتها دقائق واشتريت لبان على أساس إن أنا اللى ريحتى فسيخ وبصل».
الحاجة أم الاختراع
تعددت الطرق غير التقليدية التى يستخدمها بعض الشباب للتخلص من رائحة الفسيخ والبصل استعداداً لخروجة آخر اليوم، فبعيداً عن الطرق الشائعة من أكل «لبان» بنكهة النعناع أو تناول بعض البقدونس الأخضر، هناك طرق يراها البعض «مختلفة» منها ما يقوم به أحمد محسن طالب جامعى قدم نصيحة لزملائه فقال «أنا بجيب فرشة الأسنان والمعجون وأغسل بيهم لسانى مش أسنانى بس»، مضيفاً أنه يستخدم هذه الطريقة منذ فترة طويلة وفى أغلب الأحيان ينجح بالفعل فى التخلص من رائحة البصل.
«مرارة الليمون أهون من ريحة البصل».. تقليد استخدمته خلود محمد عندما قررت أن تترك أنصاف حبات الليمون فى فمها لوقت طويل بعد تناول الفسيخ والرنجة والبصل، فهى الطريقة التى رغم صعوبتها لمرارة الليمون فى الفم فإنها أفضل بكثير من نبذ من حولها لأنفاسها إذا خرج من فمها روائح كريهة. وأضافت: «سمعت من واحدة صاحبتى فكرة إنى آكل حبهان وأقوم بمضغه بأسنانى وهو أمر مستحيل مهما كان فى الليمون بعض المرارة، فالحبهان أصعب رغم أن نتيجته بالفعل أسرع وأفضل فى القضاء على الروائح».
ليس على سبيل النصيحة قال عبدالله محمد ضاحكاً: «على ضمانتى هم سيجارتين وشيشة كنتالوب وكل حاجة تبقى تمام لا ريحة فسيخ ولا غيره، طريقة مضمونة كل شم نسيم بعملها على طول، من الأكل عالقهوة وكأنى مكلتش حاجة، مش بنصح الناس أنهم يقلدونى خصوصاً لو مش مدخنين، لكن ده مجرد رأى».
«البرفان أسلوب حياة».. تحيرت ندى محمد كثيراً أثناء بحثها عن أفضل الطرق للتخلص من رائحة الفسيخ والبصل حتى توصلت إلى العطور: «برُش برفان فى أسنانى.. هو صحيح طعمه وحش جداً بس مش هيكون أوحش من البصل يعنى».
أما فاطمة سمير -طالبة بجامعة القاهرة- فقالت: «معلقتين خل تفاح، منها غذاء غير ضار وفى نفس الوقت يخلص الفم من الروائح وكأنه غسول طبيعى وبسيط غير أنه يستخدم للتخسيس أيضاً.. يعنى آكل وأهضم وأتخلص من ريحة البصل».
اختلفت الطرق والروائح واحدة
قالت الدكتورة منال سعود، إخصائية التغذية العلاجية، إنه يمكن التخلص من روائح الرنجة والفسيخ والبصل باستخدام العديد من الطرق المختلفة، ومنها نقع البقدونس مع النعناع فى وعاء ماء وبعد الأكل مباشرةً نقوم بأكل هذا الخليط.
عندما يتحدث الإتيكيت
من جانبها قالت ماجى الحكيم، خبيرة الإتيكيت، إنه ليس مشكلة أن نشكو من رائحة أفواه زملائنا الكريهة ولكن تكمن المشكلة فى طريقة الإخبار بذلك دون أن نسبب حرجاً أو خجلاً للآخرين، فكانت أولى النصائح التى قدمتها للتعبير الجيد واللائق هى «صيغة السؤال أو العزومة» فإذا جلس أحدهم بقربك وتفوح منه رائحة البصل يمكنك أن تقول له«تاخد لبان طعمه حلو أوى»، «إيه رأيك نروح نجيب حاجة نشربها نهضم بيها؟».