«هآرتس»: محللو الغرب فقدوا قدرة التنبؤ بسبب «كابوس الشرق الأوسط»
رصد الخبير الإسرائيلى ومحلل الشئون العسكرية بصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عاموس هارئيل، فى مقال بالصحيفة أمس، تشابك المصالح والعلاقات فى الشرق الأوسط خلال السنوات الأربع الأخيرة على خلفية التطورات التى لحقت ثورات الربيع العربى فى المنطقة. وقال «هارئيل» إن الشرق الأوسط بات الكابوس الأسوأ بالنسبة لأى محلل استخباراتى أو عسكرى فى العالم، حيث إن الصراعات التى تهدد بالانزلاق إلى كل الدول فى المنطقة جعلت الخبراء الغربيين غير قادرين على التنبؤ بما يمكن أن يحدث خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى صعوبة فهم الأوضاع بشكل عام فى المنطقة.
وأضاف «هارئيل»: «لم يعد المحللون فى الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا قادرين على فهم الوضع المعقد فى الشرق الأوسط، على الرغم من أنهم يعدون تقارير دورية عن الفوضى فى المنطقة بناءً على تحليلاتهم لما يجرى فى شوارع دول المنطقة، حيث كانوا فى الماضى يمكنهم وضع سلسلة من المواضيع المهمة بالنسبة لكل دولة، فمثلاً تكون التصنيفات على النحو التالى: الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، وأزمة البرنامج النووى الإيرانى، والعلاقات العربية مع دول الغرب، ولكن السنوات الأربع الأخيرة غيرت تماماً مجرى الأمور فى المنطقة، حيث اندلعت حروب لا يبدو أن لها نهاية من العراق فى الشرق وحتى ليبيا فى الغرب، فاندلعت صراعات دامية تغير المشهد السياسى فى المنطقة بشكل لحظى».[FirstQuote]
وتابع: «يندلع صراع فى دولة ما فتتأثر دولة مجاورة بهذا الصراع، وأصبحت قدرة المحللين الاستخباراتيين والعسكريين على التنبؤ بالأحداث أو توجيهها محدودة للغاية». وأشار المحلل الإسرائيلى إلى أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وضعت تصنيفاً للقوى الرئيسية المتحاربة فى المنطقة، يبدأ هذا التصنيف بالمحور الشيعى الذى بات الحلقة الرئيسية فى صراعات المنطقة، حيث تقود إيران إلى جانب سوريا و«حزب الله» محوراً لحصد النفوذ، فى حين أن القوة الثانية فى المنطقة هى الوسطية وهى الدول السنية التى تميل إلى التعاون مع الأنظمة الغربية مثل السعودية ومصر والأردن ومعظم دول الخليج، وهى الدول التى تصنفها إسرائيل على أنها «معتدلة»، فى حين أن القوة الثالثة فى المنطقة هى الدول السنية المستقلة المرتبطة بالإخوان، مثل قطر وتركيا، فى حين أن القوة الرابعة هى التنظيمات الإرهابية على رأسها تنظيم القاعدة و«داعش» ومئات الجماعات الصغيرة المنتمية إلى الفكر الإرهابى. وقال «هارئيل»: «كدليل على انعدام المنطقية وعدم القدرة على التنبؤ بالأحداث فى المنطقة، استطاعت المملكة السعودية بشكل مفاجئ أن تشكل تحالفاً تقوده هى لمواجهة النفوذ الإيرانى فى اليمن من خلال الحوثيين»، مشيراً إلى أن المواجهات الداخلية فى بعض دول الشرق الأوسط باتت تؤثر بشكل أو بآخر على الدول المحيطة بها، وهو ما دفع الدول السنية المعتدلة إلى التدخل فى اليمن، وهو ما يؤثر بشكل أو بآخر على تنظيم «داعش» الإرهابى فى سوريا والعراق ومحاولات القضاء على التنظيم. وأشار المحلل الإسرائيلى إلى أن مسئولاً أمنياً إسرائيلياً بارزاً أكد لـ«هآرتس» أن تل أبيب لم يعد فى وسعها الآن سوى مراقبة الوضع بقلق وحذر والاستمرار فى بناء الأسوار الفاصلة بينها وبين الدول المحيطة بها، ولكنها رغم ذلك تظل قلقة من احتمالات سقوط هذه الأسوار. وأضاف المسئول الإسرائيلى: «أوضحنا بصراحة لكل الأطراف فى المنطقة وعلناً أن هناك خطوطاً حمراء لن نسمح بتجاوزها، وفى حال وجود أى تهديد لمصالحنا، فإن هناك احتمالات للتدخل».