"الشيخ": وكالات الأنباء الدولية من أدوات حروب الجيل الرابع
قال هيثم الشيخ، مدير مكتب الوطن وسكرتير نقابة الصحفيين بالإسكندرية، أمس، إن وكالات الأنباء الدولية تشكل الرأي العام في دول العالم الثالث من خلال رسائل إعلامية تخدم الدول المالكة لها، وهي سلاح وأداة من أدوات حروب الجيل الرابع وأخطر مكوناته "الإعلام".
وأضاف "الشيخ"، خلال مناقشة الإصدار الأول له بعنوان "السياسة التحريرية بين الصحف الإلكترونية ووكالات الأنباء" بالصالون الإعلامي بمركز الإبداع بالإسكندرية، الذي يديره الصحفي أحمد طارق، أن 95% من الصحف الإلكترونية تأخذ أخبارها من الوكالات، و52% يأخذون أخبار الوكالات تهربا من مسؤولية النشر، و38% لدقة أخبارها، و12% من الصحف الإلكترونية تنشر أخبار منسوبة لأكثر من وكالة لشدة أهميتها، و81 % في حالة الأخبار المجهلة.
وأوضح "الشيخ" أن وكالة أنباء الأناضول قبل ثورة 30 يونيو احتلت المرتبة الأولى في تلقي الأخبار منها وجاءت وكالة أنباء الشرق الأوسط في المرتبة السادسة، بينما بعد 30 يونيو انتقلت الأخيرة إلى المرتبة الأولى وتراجعت وكالة الأناضول للمرتبة الخامسة.
وأرجع، تغير ترتيب الوكالتين قبل وبعد الثورة، إلى نظام السلطة قبل 30 يونيو الذي اعتمد على وكالة الأناضول لتبعيتها لدولة صديقة لها، بينما اختلف الوضع بعد الثورة بطبيعة الحال وعادت الوكالة الرسمية للصدارة.
واعتبر، أن نظام حكم الإخوان قبل 30 يونيو، كان داعمًا لوكالة أنباء الأناضول بسبب عدم ثقته في وكالة الأنباء الرسمية، ومحاولته لخلق قوة ناعمة لتركيا في مصر عبر إمداد وكالتها بالأخبار الهامة، وهو ما تلاقى مع السعي التركي الدؤوب للعب دور مؤثر في الساحة المصرية.
ورأى "الشيخ"، أن السياسة التحريرية بمفهومها البسيط هي الخطوط العريضة التي تحكم عمل الصحفي وأن بموجبها تكون الجدارة الإخبارية، مؤكدًا أن الصحافة صناعة وتجارة ورسالة تتكون من عناصر تشكل السياسة التحريرية.
وأوضح أن العوامل المؤثرة في تشكيل السياسة التحريرية إما داخلية تتمثل في نمط الملكية وهيمنة المالك على أداء المؤسسة الصحفية وخاصة القومية التي تؤيد النظام الحاكم أي كان شكله، أما العوامل الخارجية وتتمثل في النظام السياسي، ونظريات السلطة، وحرية الرأي والتعبير، والسيطرة الحكومية، ومقاضاة الناشرين.
وقال الشيخ، إن الصحفي ليس هاوي ولكن يتوافر به شرطان الأول قدرته على التمييز بين الخبر والمعلومة، والثاني أن يكون لديه القدرة على بناء علاقات وثيقة مع مصدره، مشيرًا إلى أن الصحف الإلكترونية متعددة الوسائط تنشر الأخبار والمقالات عبر شبكة الإنترنت ويستثنى منها المواقع الشخصية والمدونات ومواقع وكالات الأنباء والمؤسسات الإذاعية والتلفزيونية وخدمات التلفزيون التفاعلي والفيديو.
ولفت إلى الدراسات البحثية في أقسام الإعلام التي ينتقد فيها الأكاديميون مهنية الصحفيين ومؤسساتهم، مهمشين تطوير الدور التقليدي لنظرية حارس البوابة، في ظل إشكالية العقم في التعامل مع أدبيات وسائل الإعلام والتي تناولها لأول مرة الخبير الإعلامي "ياسر عبد العزيز" في إحدى مقالاته.