إذا صادفتك فى الطريق جثة مجهولة.. "اكفلها وأجرك على الله"
جسم غريب ملفوف فى ثوب أبيض، رائحته تزكم أنوف المارة، وتدعوهم للنفور بعيداً عن محيط مستشفى الأميرى بالإسماعيلية، محل وجودها، المشهد رغم بشاعته، استوقف «سمير عبدالتواب»، متحملاً الرائحة أملاً فى الكشف عن هوية الجسم المجهول، «إيه ده ميت؟!!» صدمة لاحقت «سمير عبدالتواب» هذه المرة لم تكن بسبب الجثة المجهولة لكن لبقائها أياماً بالقرب من ثلاجات الموتى بالمستشفى، دون أى اهتمام.
«لازم ندفع يعنى علشان ندخل الثلاجات، ده حتى إكرام الميت دفنه» رد فعل محمد شلبى، أحد المبادرين بالتطوع فى نقل الجثث ودفنها بمدافن الصدقة بعد تكفينها، فى حملة «اكفل جثة مجهولة»، ويضيف: «مش أول مرة أساعد فى دفن الحالات المجهولة، الحملة دى لتكريم من فارقوا دار الحياة بسبب ما يلاقونه من إهمال فى المستشفيات إذا قبلتهم من الأساس». الشاب العشرينى أدرك أن مجهوداته لا بد أن تتوجه لخدمة الموتى مجهولى المصدر: «لأن المستشفيات الخاصة تتقاضى أجراً على استقبال الجثامين المجهولة لو وصلت لهم».
قصة يجهلها البعض وراء سعى «شلبى» لمساعدة الموتى المجهولين: «رفضوا قبل كده استقبال جثة ابن عمى بإحدى المستشفيات لا داعى لذكر اسمها، كان طفل اصطدم بسيارة مسرعة، حينها طلبوا بيانات عنه وحين فشلوا فى الحصول عليها أبقوا جثته 5 أيام دون دفنه حتى تعرفنا عليه». ويقول الدكتور وليد نصار، مدير مستشفى الأميرى بالإسماعيلية: «لا نحصى أعداد الموتى المجهولين، لأنهم متحفظ عليهم فى الطب الشرعى.