البحرية الأمريكية توسع وجودها فى مياه اليمن
كشف مسئولون أمريكيون لشبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية، عن أن السفن الحربية التى أعلنت الولايات المتحدة إرسالها إلى المياه الواقعة قبالة السواحل اليمنية ستتولى مهمة مراقبة السفن الإيرانية التى يشتبه فى ضلوعها بتهريب الأسلحة إلى جماعة «أنصار الله» الحوثيين الذين تنفذ ضدهم العملية العسكرية «عاصفة الحزم» التى تقودها السعودية. وأضاف المسئولون أن «الخطوة تهدف أيضاً إلى طمأنة حلفاء واشنطن فى المنطقة، فى ظل التخوف من تمدد النفوذ الإيرانى فى المنطقة». وقال كيفن ستيفن، الناطق باسم الأسطول الأمريكى الخامس لـ«سى.إن. إن»: «نحن نراقب عن كثب كل النشاطات البحرية فى بحر العرب وخليج عدن، لكننا لن نكشف عدد أو نوع السفن التى نراقبها ولن نقدم تكهنات حول وجهتها المحتملة أو حمولتها». وتشير المعلومات، وفقاً لـ«سى. إن. إن»، إلى أن السفن الحربية التابعة للمجموعة القتالية المرافقة لحاملة الطائرات الأمريكية «ثيودور روزفلت»، سترافق عدداً من السفن السعودية والمصرية التى تستعد لاعتراض قافلة تضم ما بين 7 و9 سفن إيرانية يعتقد أنها بطريقها إلى اليمن حالياً. وكانت الولايات المتحدة أرسلت، أمس الأول، حاملة الطائرات «ثيودور روزفلت» والمدمرة المحملة بالصواريخ الموجهة «نورماندى» إلى مياه خليج عدن ليرتفع عدد السفن الأمريكية العاملة بتلك المياه إلى 9.[FirstQuote]
وقال مسئول كبير فى وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، لوكالة أنباء «فرانس برس»، إن «القافلة التى تعتبرها واشنطن مشبوهة تتألف من 9 سفن بينها سفينتا دورية من طراز عسكرى»، مؤكداً أن «وجهتها لم تعرف بعد». وقال مسئول آخر فى الوزارة لـ«فرانس برس»: «نشتبه فى أن هذه السفن تنقل أسلحة ومعدات عسكرية. إذا تم تسليمها إلى اليمن، فإن من شأن هذا الأمر أن يؤدى إلى المزيد من زعزعة استقرار هذا البلد».
من جهته، قال الأميرال حبيب الله سيارى، قائد القوات البحرية الإيرانية، رداً على سؤال حول التحذيرات السعودية والأمريكية لإيران من إرسال أسطولها إلى المياه اليمنية، قائلاً إن بلاده تتحرك بشكل قانونى، وأضاف: «لن نسمح لأحد بتوجيه إنذارات أو تهديدات لنا، لأننا نعمل وفقاً للقوانين الدولية من أجل أمن بلدنا والبلدان الأخرى». وقال «سيارى» إن «وجود القوة البحرية الإيرانية فى مياه اليمن هدفه محاربة القرصنة وضمان سلامة التجارة البحرية».
من جانبه، نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، مساء أمس الأول، أن تكون مهمة حاملة الطائرات البحرية «ثيودرو روزفلت» وحاملة الصواريخ الموجهة «نورماندى» فى اليمن اعتراض شحنات أسلحة إيرانية إلى اليمن. وأضاف: «الغرض من تكثيف التعزيزات البحرية فى المنطقة، هو ضمان أن تظل خطوط الملاحة فى المنطقة مفتوحة وآمنة».
وفى اتصال لـ«الوطن»، قال عضو مجلس الشورى السعودى السابق الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفى، إن «تحرك السفن الأمريكية يأتى لحماية الاستقرار والأمن فى المنطقة بعد أن تأكدوا أن الإيرانيين هم من يعبثون بالمنطقة، وسيعرضون مصالحها للدمار». وأضاف «آل زلفى»: «دخول السفن الأمريكية الحربية لتحول دون ممارسات إيران هو نجاح جديد لعاصفة الحزم، وأؤمن أن طهران لن تجرؤ على الدخول فى مواجهة عسكرية وستظل تكتفى فقط بالصراخ الإعلامى».
فى السياق ذاته، أكد السيناتور الأمريكى جون ماكين، عضو مجلس الشيوخ الجمهورى، أنه سيصادق «فقط على استخدام القوة الجوية الأمريكية فى اليمن إذا كانت هى الخيار الوحيد»، قائلاً إنها «خطوة تصعيدية خطيرة». وأضاف: «إذا كنا سنستخدم القوة الجوية، ماذا سيحدث أيضاً للتأكد من أنك ستوقف الحوثيين؟». ووجه «ماكين» اللوم إلى سياسة الرئيس الأمريكى باراك أوباما الخارجية فى تدهور الأوضاع، قائلاً: «كان من الواضح جداً لكثير منا أن هذا يجب ألا يحدث.. ولم نكن نعتنى بالأنظمة الموجودة فى المنطقة، الرئيس الذى كان هناك، إنه دلالة على فشلنا فى الشرق الأوسط».[SecondQuote]
وهاجم الرئيس الإيرانى حسن روحانى، أمس، السعودية وعملية «عاصفة الحزم»، قائلاً إن «الهجوم الذى تقوده المملكة العربية السعودية على اليمن دافعه إخفاقات المملكة السنية فى أماكن أخرى»، ما تسبب فيما وصفه بـ«عدم توازن عقلى». وسخر «روحانى»، فى حديث أمام الصحفيين قبيل توجهه إلى إندونيسيا، من السعودية ووصفها بأنها «دولة لها أحلام متقطعة فى العراق وسوريا ولبنان». وقال «روحانى»: «تراكمت جميع الإخفاقات وتسببت فى عدم توازن عقلى وعاطفى لهذه الدولة». وقال مساعد قائد الحرس الثورى الإيرانى لشئون العلاقات العامة العميد رمضان شريف إن «مصير آل سعود سيكون على غرار نظام صدام البائد».
وقال المتحدث باسم «عاصفة الحزم» العميد الركن أحمد عسيرى، فى تصريحات أمس لصحيفة «مكة»، إن «السعودية تمتلك إمكانات عسكرية هائلة، وأن القوات المسلحة السعودية على مستوى عال من المهارة القتالية». وأضاف، موجهاً حديثه إلى السعوديين: «لا تتفاجأوا، فلدينا قوة ربما لم يرها المواطن والعالم من قبل». وقال «عسيرى» إن «استدعاء السلطات الإيرانية للقائم بأعمال السفارة السعودية فى طهران للاحتجاج على سقوط صواريخ بالقرب من السفارة الإيرانية فى صنعاء، يأتى تعبيراً عن شعور إيران بأن مشروعها فى اليمن الذى صرفت عليه الكثير فى طريقه للانهيار».
وأكد سفراء دول مجلس التعاون الخليجى، خلال اجتماع فى «نيويورك» مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، أمس الأول، أنه «لا مجال لوقف إطلاق النار فى اليمن ما لم يلتزم المتمردون الحوثيون بقرار مجلس الأمن الذى يطالبهم بالتخلى عن السلطة».
وعلى صعيد العمليات القتالية، واصلت طائرات «عاصفة الحزم» قصف مواقع الحوثيين وقوات عسكرية موالية لهم فى العاصمة «صنعاء» لليوم السابع والعشرين لعمليات إعادة الشرعية لليمن. وسمع دوى 3 انفجارات، أمس، نتيجة استهداف مخازن الأسلحة، كما استهدف الطيران معسكراً للدفاع الجوى فى منطقة «همدان» فى «صنعاء».