في ذكري اختراع "برايل".. مشاهير تحدوا الظلام وأناروا التاريخ
ساهم اختراع طريقة "برايل" للكتابة، في تيسير كثير من الصعوبات، على أولئك الذين فقدوا حاسة البصر، وتستند كتابة "برايل" في الأساس، على 6 نقاط أساسية، 3 على اليمين و3 على اليسار، ومن هذه النقاط الست تتشكل جميع الأحرف والاختصارات والرموز، أما طريقة قراءة هذه الأحرف، فتتم من اليسار إلى اليمين.
في ذكري اختراع طريقة "برايل" للكتابة، نستعرض عددا من المشاهير الذين تحدّوا فقدان البصر على مر التاريخ:
1. عميد الأدب العربي طه حسين:
عندما نتحدث عن العظماء الذين قهروا الظلام، لابد أن يأتي الأديب طه حسين في المقدمة.
بدأت رحلة كفاحه من محافظة المنيا في الرابعة من عمره، عندما أصيب بالرمد في عينيه، ما أدى لإصابته بالعمى، والتحق بكتاب القرية، وتعلم العربية والحساب وتلاوة القرآن الكريم، وانتقل بعدها إلى الأزهر الشريف للدراسة الدينية.
انتقل طه حسين بعد ذلك إلى الجامعة المصرية، ودرس العلوم العصرية والحضارة الإسلامية، ومن ثم أوفدته الجامعة في بعثة دراسية إلى فرنسا، فدرس اللغة الفرنسية وآدابها، وكذلك علم النفس والتاريخ الحديث، وأصبح من أعلام الأدب العربي.
2. سيد مكاوي:
أصيب بضعف البصر بشكل تدريجي منذ صغره، حتى تمكن منه العمى تماما وهو لم يكمل العاشرة من عمره، دفعته أسرته لقراءة القرآن، وما لبث أن وصل لسن الشباب، حتى اتجه إلى طريق الإنشاد الديني.
اهتم سيد مكاوي في بدايته بالغناء، وسعى كي يكون مطربا، وفي منتصف الخمسينات بدأت الإذاعة المصرية التعامل مع سيد مكاوي كملحن محترف، إلى جانب كونه مطربًا، وبدأت بإسناد الأغاني الدينية إليه.
انطلق الشيخ سيد مكاوي بألحانه، ولحن لكبار المطربين آنذاك، مثل فايزة أحمد وليلي مراد، وكان للمسرح الغنائي أيضا نصيبا من اهتماماته الفنية، حتى أصبح مرجعا فنيا هاما لكافة الملحنين الجدد، ومرجعا موسيقيا هاما بمكتبة المعاهد والكليات الموسيقية.
3. الداعية الإسلامي عبدالحميد كشك:
استطاع الداعية الإسلامي عبدالحميد كشك، رغم فقدان بصره، أن يصبح واحدا من أشهر خطباء القرن العشرين في العالم العربي والإسلامي، وله عدة كتابات أشهرها "في رحاب التفسير".
4. الشاعر والفيلسوف أبوالعلاء المعري:
شاعر وفيلسوف وأديب عربي من العصر العباسي، ولد وتوفي في معرة النعمان بسوريا، ومن هنا جاء لقب المعري، فقد بصره وهو لم يكمل الخامسة من عمره، درس علوم اللغة والأدب والحديث والتفسير والفقه والشعر، وأثرى الأدب العربي بأشعاره وكتاباته رغم فقدان بصره.
5. الموسيقار عمار الشريعي:
أحد أعمدة الموسيقي في مصر، ترك رغم فقدان بصره علامات وبصمات في الموسيقى المصرية والعربية، من خلال ألحانه المميزة التي لاتزال محفورة في أذهان الجمهور.
6. الفرنسي لويس بريل مخترع طريقة "برايل" للكتابة:
فقد بصره وهو في الثالثة من عمره، وانضم إلى معهد باريس في سن العاشرة، وقبل التحاقه بالمدرسة علمه أبوه استخدام يديه، وكان لويس حاد الذكاء، فأصبح تلميذا وموسيقيا بارعا، وبعد تخرجه من المعهد اهتم برعاية المكفوفين، وتمكن برايل من اختراع طريقة "برايل" الأبجدية ليسهل الموقف التعليمي على الكفيف.