"لوخ نيس".. وحش البحيرة الأسطوري الذي حير بريطانيا في تسميته وحقيقته
يجلس على ضفة بحيرة هادئة بجانب زوجته، في جوٍ رومانسي، ليعيد إلى روحهما صفوها الذي عكرته زحمة الحياة اليومية، ينظر الزوج لزوجته بنظرات حانية، يخبرها بعينيه إنها أجمل ما أنجبت له سنين عمره.
جسد ضخم، يبلغ ارتفاعه مترًا، وطوله ما يقرب من 8 أمتار، له عنق مموج الشكل أسمن من خرطوم الفيل، يتراوح عرضه ما بين 3 و3.5 متر، يعبر أمام الرجل البريطاني "جورج سبيسر" وزوجته بسرعة، يفزع الزوجان حين يفاجئا بمخلوق ليس ديناصورًا ولا تنينًا يحامل حيوانًا بين فكيه، متجهًا إلى الساحل، يغوص داخل مياه بحيرة "لوخ نيس"، ليظفر بها تحت الماء.
ألكس كامبل الصحفي بجريدة "إنفيرنيس كورير"، ابتدع الكلمة الإنجليزية "Monster" والتي تعني "وحشًا"، ليصف بها هذا الكائن العملاق في مقالته المنشورة بعد أسابيع قليلة، منذ ظهور "وحش لوخ نيس" لأول مرة في التاريخ الحديث للبريطاني الراوي لتلك الحادثة.
تتوافد على الصحيفة رسائل من مجهولين، تفيد بأنهم شاهدوا الوحش يتحرك على البر أو يسبح في المياه، أو يروون أحداثًا نقلًا عن أشخاص آخرين، فاستغل كامبل هذه الرسائل لصناعة "لوخ نيس" ليكون حديث الصحف والمطبوعات البريطانية والعالمية.
"سمكة وحشيّة.. أفعى بحرية.. تنين".. تعددت الأسماء والصفات والوحش واحد، ولكن بعد تعدد ظهوره، وإقبال الصحف عليه، استقروا أخيرًا على تسميته بـ"لوخ نيس" نسبة إلى البحيرة التي يعيش بها في إسكتلندا.
"هيو جراي".. واحد من مئات المصورين الذين أُصيبوا بهوس "لوخ نيس"، فأقام مخيمًا خاصًا على ضفة البحيرة، ليراقب ظهور "كنزه الثمين"، حتى التقط له صورة ونشرها في 6 ديسمبر 1933، وكان ذلك بعد أن اعترف وزير الدولة لشؤون إسكتلندا رسميًا بـ"الوحش"، مطالبًا الشرطة بمنع حصول أي اعتداء على الكائن.