شعار رئيس الحى: "ليه يستنى شكوى تجيله لما ممكن يقعدلها على الرصيف"
مشهد استرعى انتباههم، منضدة خشبية توسطت الشارع، جلس على رأسها رجل، وأمامه عدد من الأوراق، وحوله عدد من المواطنين، يزيدون بمرور الوقت، لا يبدو من هيئته أنه عرضحالجى، الفضول دفع البعض للاقتراب وتفحص المشهد عن قرب، فإذا بأحدهم يصرخ فى وجهه: «إنت جيت يا راجل».
على الرصيف المقابل لجهاز التجمع الأول، جلس طارق حمدى، الرئيس الجديد لحى البنفسج حول المنضدة الخشبية، وحوله عشرات المواطنين يناقشونه فى مشكلات الحى، ويحكون معاناتهم مع تدنى مستوى الخدمات، هم يحكون، وهو يدون مشكلاتهم وملاحظاتهم، ويناقشهم فيما يعتبرونه مشكلة، وما يعتبره هو «خارج نطاق اختصاصاته».
دعوة رئيس الحى للأهالى الاجتماع معه على الرصيف لم يصدقها الأهالى بداية، ظنوها نوعاً من الدعابة أو الدعاية للرجل، لذا لم يلتزم أحدهم أو يكترث بها، إلى أن فوجئ سعيد محمد، أحد سكان الحى، برئيسه جالساً على الرصيف فى انتظار المواطنين، تعرف عليه فوراً، إذ سبق له مقابلته أثناء تقديم شكوى فى جهاز المدينة، لذا سارع بالتوجه إليه للحديث عن الأزمات التى يعانيها، حاول «سعيد» وسكان المنطقة عرض مشاكلهم بالورقة والقلم، بداية من الباعة الجائلين الذين انتشروا فى الشوارع الرئيسية بالحى، وانقطاع المياه المستمرة بسبب مشاكل عديدة فى مواسير الصرف الصحى «رئيس الحى تولى المسئولية من شهر بس، لكن فعلاً كل اللى وعدنا بيه ووصلنا ليه فى الاجتماع بينفذه على أرض الواقع، لأننا مسبناش حاجة متكلمناش فيها، وشاركنا رأيه وأخذ آراء الناس فى حل المشاكل، لأننا عندنا مشكلة الباعة الجائلين بتزيد كل يوم عن التانى، ووصلنا أنه ينزل بنفسه مع البلدية يشيل الإشغالات اللى فى الشارع ويبقى فيه ناس من الحى تتابع الأماكن دى بعدها».
«ساعتان ونصف الساعة»، المدة التى قضاها رئيس حى البنفسج مع السكان فى اجتماع الشارع -حسب سعيد- «مسبناش إلا لما حاولنا نوصل لحلول جذرية ومؤقتة، ووعدنا أن الاجتماع ده هيتكرر كل فترة عشان نناقش كل مشاكل الحى، واللى عنده اقتراحات يسمعها بنفسه ويستفيد منها، وبقت الناس تعدى من قدامنا مش مصدقة لما بيسألوا على سبب تجمعنا ونقولهم إننا قاعدين مع رئيس الحى، وفيه منهم اللى دخل وشاركنا فى الاجتماع من كتر الفرحة».