يجوبان شوارع القاهرة كل منهما على حدى وهما يرتديان حقيبة ظهر تحتوي على تحف فنية من صنع البيت، يمر الشقيقان محمد وياسين، على المقاهي والمحال التجارية من أجل بيع الأنتيكات لمساعدة أسرتهما التي انقلب حالها رأسًا على عقب، بعد وفاة الأب ومرض الأم بالسرطان.
بسمة إبراهيم، والدة محمد وياسين، تروي لـ«الوطن» قصة تحول البيت إلى ورشة فنية لصنع التحف، فالبداية كانت بوفاة الزوج منذ 8 سنوات، لتدخل الأسرة في حالة حزن شديدة، جعل الأم تفكر ماذا ستفعل بعد رحيل رب المنزل؟، وما إنّ فاقت من الضربة الأولى حتى جاءت الصفعة الثانية، وهي إصابتها بسرطان الثدي.
مع تدهور الحالة الصحية وانتقال السرطان من الثدي إلى الكبد حتى وصل إلى المخ، قررت «بسمة» الزواج كي تساعد في تحمل نفقات أولادها، لكن الظروف المادية تحسنت بشكل بسيط للغاية بعد الزواج، لذ قررت منذ عامين، تعليم ولديها صنع التحف، وساعدتها خبرة زوجها في النقاشة على ذلك، وحولوا جزءًا من البيت الموجود داخل منطقة الخصوص بمحافظة القليوبية، إلى ورشة فنية تصنع فيها التحف.
محمد وياسين يبدعان في التحف
ومع الوقت، تعلم محمد البالغ من العمر 15 عامًا وياسين صاحب الـ13 عامًا، حرفة صناعة التحف إذ يصنعان التحف بمساعدة الأم، ويبيعانها في المساء من وقت غروب الشمس، ويعودان إلى المنزل في منتصف الليل.
تقول «بسمة» في تصريحاتها لـ«الوطن»، إنها على الرغن من تعافيها من مرض السرطان منذ 6 أشهر، إلا أنها وولديها وزوجها قرروا الاستمرار في تصنيع التحف الفنية المختلفة كي تكون مصدر دخل إضافي للأسرة: «بنشتري الخامات وبنصنعها في الورشة اللي في البيت، وبعدين محمد وياسين بيلفوا في بعض الأماكن زي منطقة الخليفة مثلًا، ويبيعوا التحف للناس على القهاوي أو في الشوارع».
تعليقات الفيسبوك