دى لا "قاهرة" ولا "جديدة".. دى "سبتية" خالص
لم يكن منطقياً أن يستيقظ أهالى القاهرة الجديدة على مشهد إقامة شادر بطول الشارع مخصص لفرح شعبى، حيث الأنوار الساطعة والزينة البراقة والمفارش الملونة التى تغزو كل أنحاء المكان، الصدمة ألجمت لسان «تامر»، وعلى الفور قرر أن يجمع جيرانه فى عمارات «النرجس» للتباحث بشأن الفرح الشعبى غير المألوف فى المنطقة.
«هو ده فرح حقيقى ولا احتفالية ولا إيه بالظبط؟»، سؤال طرحه «تامر»، مدير بإحدى شركات الشحن، على العمال المسئولين عن نصب الشادر، فجاءه الرد: «دى حنة ابن الحاج عادل جاركم، وقال لنا أى حد يسألكم معزوم على الحنة من الساعة 8 بالليل لحد 12 عشان الإزعاج». لم يتردد الشاب الثلاثينى فى قراره، الذى أيده فيه عدد من الجيران، بإبلاغ قسم الشرطة عن الواقعة، فتحركت القوات وأزالت الشادر المقام دون إذن، ورفعت مكبرات الصوت.
لم يلتفت «تامر» للآراء التى تدعو إلى عدم تحويل الأمر إلى أزمة، تحت مزاعم «دى ليلة وهتعدى وبلاش نعمل مشكلة مع جارنا، ما كلنا أصولنا من الأحياء الشعبية»، حيث كانت له وجهة نظر: «أى واحد معاه قرشين وقادر يسكن فى منطقة نضيفة فاكر نفسه هيقدر يقلبها عزبة، ودى أول مرة تحصل فى المنطقة، ده لما بيكون عندى حفلة عيد ميلاد جوه بيتى براعى جيرانى ومش بعلى صوت الأغانى ولا بعمل إزعاج، وده فارش الشارع كله لحسابه».
فرحة «تامر» بقدوم الشرطة لم تتأثر بالحزن الذى بدا فى عينى جاره، الذى رفض الحديث أو التعليق، مكتفياً بالتأكيد أن أغلب سكان المنطقة جذورهم من «إمبابة» و«السيدة زينب»، لكن «تامر» واصل فرحته: «الشرطة خلت العمال يفضوا الشادر على طول، لأنه مخالف وغير قانونى ويمثل إزعاج للسكان، ولو كنا سكتنا عليه كان الموقف هيتكرر وهنقلب على السبتية».