عرقسوس بـ"ميّه معدنية" والكوباية بـ5 جنيه
على صدره يحمل إبريقاً زجاجياً كبيراً مُزيناً بالورود، وعلى جانبه الأيمن يحمل الأكواب الزجاجية، يجاورها صاجان نحاسيان، هما النداء الشهير لمشروب العرقسوس، إلا أن مجدى محمد، الذى جاء من سوهاج إلى القاهرة ليجوب شوارع وسط البلد، اشتهر بأمر مختلف، «كوب العرقسوس بـ5 جنيهات.. والسر: معمول بمياه معدنية»
«مجدى» ورث مهنة بيع العرقسوس أباً عن جد: «أبويا وجدى كانوا بيبيعوا العرقسوس غالى وقت الرخص، عشان نضافتنا المعروفة فى المنطقة، وأنا لما بقيت أبيع العرقسوس بعدهم بقيت أعمله بميه معدنية وخليته بـ5 جنيه الكباية عشان أبقى مميز عن غيرى»، زبائن «مجدى» يتعجبون من ثمن كوب العرقسوس فى البداية، لكنهم يقبلون عليه بعد التجربة: «الناس فى منطقة وسط البلد عرفتنى، واللى بييجى يشترى منى عارف إنى بعمله بميه معدنية، وفيه منهم أصحابى وبيشوفونى بنفسهم وأنا بعمل العرقسوس بالليل بالميه المعدنية، فبيشتروا منى وهما مطمنين». «مجدى» ذو الـ26 عاماً، ترك التعليم فى قريته بسوهاج، وجاء للعاصمة حتى يستطيع الإنفاق على نفسه، «ماحاولتش أشتغل أى حاجة غير إنى أبيع عرقسوس، فى الصيف فى الشتا بقف فى نفس الشوارع عشان مليش مصدر تانى أصرف على نفسى منه». برغم مضايقات بعض المارة بمجرد معرفة ثمن كوب «عرقسوس مجدى»، فإنه لم يتراجع يوماً أو يقلل الثمن ولو جنيهاً، «كل اللى بكسبه فى الكوباية جنيه واحد، عشان الميه المعدنية غالية وبجيب أجود أنواع العرقسوس. «مجدى» أضاف، «بسيب العرقسوس اللى ببقى عامله طول الليل فى تلاجة فى باب اللوق، عشان يفضل ساقع وطعمه حلو.