معاناة أهالى "تطون": آخرة الطابور "3 أرغفة"
طابور ممتد، يقف فيه «سامى» منتظراً حصته اليومية من الخبز، عقارب الساعة تمضى والزحام يزداد فى محيط المخبز المدعم الوحيد بقرية «تطون» بالفيوم، يقترب دوره حتى ينتهى الأمر بحصوله على 3 أرغفة فقط كغيره من الأهالى، لقلة أجولة الدقيق المدعم -حسب ما قاله عامل المخبز لـ«سامى»- ويعض المواطن على أنامله من الجوع.
الرجل الستينى فاض به الكيل من أزمة الخبز التى لا تنتهى، «كنا الأول أزمتنا فى الطابور اللى مبيخلصش إلا بخناقة على رغيف العيش، وبعدما عملوا المنظومة الجديدة بتاعة الكارت قلنا هتتحل، بس دلوقتى الطابور لسه موجود وزاد عليه بقالنا أسبوع لكل أسرة 3 أرغفة عيش بس»، أهالى القرية تظاهروا مراراً وتكراراً طلباً للخبز، ويضيف: «قدمنا شكاوى كتير من الوحدة المحلية لمديرية التموين، ومفيش حلول بالعكس الأزمة بتزيد». «سامى» كغيره من أهالى القرية يتابع أحوال أصحاب المخبز الحكومى بقريته، «بيبيعوا الدقيق فى السوق السودة، عشان يكسبوا منه وفى الآخر يقولوا لنا حصة الدقيق قليلة وكل واحد 3 أرغفة بس ونموت إحنا من الجوع».
فرحة تملأ وجه عم «سامى» بمجرد حصوله على 3 أرغفة من الخبز، فغيره يجد الفائض الردىء أو لا يجده: «بحمد ربنا أن بعد الوقفة دى كلها بلاقى 3 أرغفة أعشى بيهم العيال، فيه غيرى بيفضلوا واقفين ومش بيلاقوه أصلاً ولما ييجى دورهم العامل يقول لهم العيش خلص عشان مفيش دقيق ويرجعوا من غير ولا رغيف ويضطروا يشتروا من العيش الغالى، ومش عارفين الأزمة دى هتفضل لحد إمتى»، لم يعد محمود دياب، المتحدث الرسمى باسم وزارة التموين، بحل جذرى للأزمة، مكتفياً بالتأكيد على أن منافذ بيع الخبز المدعم فى القرى تحصل على حصة الدقيق الكافية لعدد الأسر الموجودة فى القرية يومياً، موضحاً: «لو فيه أى تجاوزات من بعض منافذ بيع الخبز المدعم فى أى مكان مش بس فى القرى، بتقدم شكوى بتفاصيل المشكلة ومكان المنفذ وبيتم التحقيق مع أصحابه إذا تأكدنا من صحة التجاوز».