"زي كل سنة".. أنصار مبارك يحتفلون بعيد ميلاده بـ"ورد وتورتة"
من داخل القصر الرئاسي، القابع في مصر الجديدة، بأسواره الضخمة، التي حجبت عن أعين الجميع، روعة بنائه والحياة الرغداء التي يحيا فيها قاطنوه، اعتاد الاحتفال بأعياد ميلاده لثلاثين عامًا متتالية، فتاريخه مكنه من الوصول إلى هذا المنصب منذ تخرجه من الكلية الحربية ثم توليه قيادة الكلية الجوية، ثم القوات الجوية، وتوجيه الضربات لإسرائيل أثناء حرب 73، ومن ثم رئاسة واحدة من كبرى الدول العربية والإفريقية.
إلا أنه سمح للفساد بأن يفتك بمؤسسات الدولة، والظلم لأبنائها، الذين أقالوه من منصبه في ثورة هزت أركان الجمهورية، ليكون بعدها حبيس الجدران داخل المركز الطبي العالمي والمعادي العسكري.
وعلى الرغم من احتجاز الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك منذ 5 أعوام، إلا أن أنصاره ومؤيديه لم يملوا أو ينسوا عامًا واحدًا الاحتفال بعيد ميلاده في 4 مايو من كل عام، الذي احتفل به لأول مرة كسجينًا في عام 2011، بإكماله عامه الـ83، لحبسه على ذمة التحقيقات في قضايا قتل المتظاهرين والفساد المالي والاستيلاء على المال العام وتصدير الغاز لإسرائيل، بمستشفى المركز العالمي، متلقيًا فيه عددًا من "بوكيهات الورود" بألوانها المختلفة، التي أرسلها أنصاره مدونين عليها عبارات "كل عام وأنت بخير"، كما قدموا له "تورتة" مرسومًا عليها صور أحفاده، عمر وفريدة، والراحل محمد.
وفي العام التالي، كانت الاحتفالات حبيسة مواقع التواصل الاجتماعي حيث أحيت صفحتي "محبي السيد الرئيس محمد حسني مبارك"، و"أنا أسف ياريس" الاحتفال بعيد ميلاده الـ84، بوضع صور لمبارك، كتب عليها "سيادة الرئيس كل سنة وسيادتك طيب.. معًا نبدأ عامًا جديدًا وعقبال البراءة ياريس.. عيد ميلاد مبارك".
كما نشرت الصفحة أرقام المركز الطبي العالمي لكل من يرغب في تهنئته وإرسال برقيات تهنئة له، بينما قام آخرون من أنصاره بشراء "تورتة" والذهاب بها إليه فى السجن الاحتياطى بالمركز الطبى الدولى، للاحتفال معه بذكرى ميلاده.
ومع اقتراب مولده الـ85، في مايو 2013، انتقل الرئيس الأسبق مبارك من المستشى الطبي العالمي إلى مستشفى طره العسكري بالمعادي، فانتقل معه المؤيدون والاحتفالات، الذين احتفلوا بعيد ميلاده وسط أجواء صاخبة من الرقص والأغانى الوطنية أمام المشتفى حاملين "تورتة" كبيرة تحمل صورته، ولافتات أخرى تهنئه بذكرى مولده وعبارات "وحشتنا ياريس".
فيما احتفل آخرون، في ميدان مصطفى محمود وجامعة الدول العربية، الذين أعربوا عن حزنهم الشديد لوجوده داخل المستشفى المعادي، نظرًا لحالته الصحية، ومطالبين بضرورة الإفراج عنه، ورفعوا لافتات "رجل الحرب والسلام" و"آسفين يا ريس" و"أنت آخر من أنجبت مصر من الزعماء التاريخين" و"ارجع لنا إحنا عاوزينك" و"واحد اتنين أيام مبارك فين"، واضعين بوابة من البالون أمام أماكن الاحتفالات.
وعلى خلاف احتفال كل عام، ظهر مبارك من وراء نافذته لتحية محبيه الذين جاءوا للاحتفال بعيد مولده الـ86 أمام مسشتفى المعادي، الذين أشعلوا الألعاب النارية، وقاموا بتوزيع "تي شيرتات" طبع عليها صورة مبارك وتوزيعها على المشاركين في الاحتفال، فضلًا عن الهدية التي تعدّ أساسية في كل احتفال وهي "التورتة" ضخمة تحمل صورته، و86 شمعة، فيما امتلأت غرفته والطرقات المؤدية لها بالورود والبرقيات، كما رفعوا أصوات أغاني أعياد الميلاد، حاملين باقات الزهور، أمام المستشفى.
بينما يحظى احتفال مبارك، لهذا العام بعيد ميلاده الـ87، باهتمام آخر، حيث أنه تم إعلان برائته ونجليه في عدة قضايا، وتتم إعادة محاكمته في "القصور الرئاسية" فقط، ما جعل أنصاره الذين توافدوا من مختلف المحافظات إلى مستشفى المعادي، ليدشنون له احتفالًا خاصًا، فصنعوا "تورتة" يصل قطرهها إلى مترين تحمل صورته بالزي العسكري و87 شمعة، فضلًا عن صناعة تمثال له سيتم وضعه أمام بوابة المستشفى، وفرقة موسيقية لعزف السلام الوطني لتحية الرئيس الأسبق، حاملين الورود والهدايا، وذلك بحسب ما أعلنه أعضاء حركة "أبناء مبارك".