رحلات المضيفات: الناس فاكراها فسح ونغنغة.. دى كابوس!
أن تقضى معظم أوقاتك محلقة فوق السحاب، وأن تصبح حياتك رحلة مفتوحة لكل دول العالم، هى أمنية لكثير من السيدات، لكن القليلات منهن من تتمكن من تحويل حلمها إلى وظيفة تتقاضى منها أجراً مجزياً، تتلخص فى كونها «مضيفة طيران»، الحلم الذى يراود الكثيرات، سرعان ما يتحول إلى كابوس من الملل والإرهاق، نظراً لصعوبة تلك المهنة.
تقول مروة الدقن، إحدى مضيفات الطيران بدولة البحرين، لـ«الوطن»: «كان حلمى من وأنا صغيرة، أطير وألف العالم كله، وأشترى كل اللى نفسى فيه من أى مكان فى العالم».
وتابعت: «فى البداية التحقت بإحدى شركات الطيران فى السعودية، وكان الأمر ممتعاً للغاية، خاصة مع مشاهدة جميع دول العالم لأول مرة، والأمر غير مقتصر على ذلك فقط، بل براتب كبير، لكن فى مهنة المضيفة، المال لا قيمة له، وذلك مقارنة مع ما يتم صرفه، فى التسوّق، فالسفر يُغرى دائماً الأشخاص فى الشراء».
وأضافت «مروة»، أنه بعد الاعتياد على السفر، تتحوّل بالتدريج إلى حالة من الملل المحاط بالإرهاق، ويفقد الشخص كل ما لديه من أصدقاء ومال، لافتة إلى أن الانتقال من دولة إلى أخرى، يجعل الشخص وحيداً، بلا أصدقاء، دائماً ما يكون غريباً فى كل الأماكن التى يزورها.
واستطردت قائلة: «السفر والتعرّف على معظم المجتمعات، أمر جيد وشيق للغاية، لكن الانتقال وعدم الاستقرار أمر صعب، ولا يستطيع أحد تحمله».
وقالت ريهام موسى، إحدى مضيفات الطيران بإحدى شركات الطيران التابعة لدولة الإمارات، إن الكل يعتقد أن عمل مضيفة الطيران سهل وممتع، وليس فيه سوى مشاهدة جميع دول العالم، والتسوق والراحة، لكن الواقع عكس ذلك تماماً، فعمل مضيفة الطيران، يعد من الوظائف الصعبة والمرهقة جداً.
وأضافت: «فروق التوقيت بين الدول، وعدد ساعات الطيران فى الرحلة الواحدة، التى قد تستغرق 12 ساعة، يسبب التعب والإرهاق والأرق، فالساعة البيولوجية لدى مضيفة الطيران، تكون غير مستقرة، بسبب تغيير التوقيتات المستمر، الأمر الذى يجعل النوم أمراً مستحيلاً فى بعض الأحيان». واستطردت «ريهام»: «أن كل بلد يتم زيارته، يكون به العديد من السلع الجديدة، التى تُغرى أى شخص على شرائها، بالإضافة إلى أن تعامل الأهل والأصدقاء مع مضيفة الطيران، على أنها رحالة تسوق، وأنها لا بد أن تشترى كل ما يقع أمامها كهدايا».
وأشارت إلى أن مضيفات الطيران، يقتصر النظر إليهن من المسافرين على أنهن مجرد مقدمات للطعام والشراب داخل الطائرة، وتلك من المفاهيم الخاطئة عن تلك المهنة، لافتة إلى أن المضيفة تقوم بالعديد من الأشياء، فطاقم المضيفات، بالإضافة إلى تقديم الطعام والشراب، مسئولات عن أمن الطائرة والنظام داخلها، وأيضاً من المهام الرئيسية تقديم الرعاية الطبية إلى المرضى المسافرين.
وأردفت قائلة إن هناك بعض الأشخاص الذين يعاملون مضيفات الطيران بطريقة سيئة، إلا أن الفترة الأخيرة، وبعد أن اتخذت شركات الطيران، بعض الإجراءات لحماية المضيفات، أصبح التعامل أفضل. وقالت داليا يوسف، إحدى مضيفات الطيران المصريات فى دولة قطر، إن مهنة مضيفة الطيران، من أمتع الوظائف بالعالم، فزيارة جميع دول العالم، وعدم وجود روتينية فى الوظيفة يجعلها من أفضل الوظائف. وأضافت «داليا»: «التسوق فى جميع دول العالم، ومشاهدة جميع معالم الدنيا، بالإضافة إلى الحصول على مرتب، أمر يجعل المضيفة من القلائل المحظوظين فى العالم». وتابعت: «بالرغم من اعتياد أمر السفر بعد مدة من العمل، ووجود إرهاق، فإنها مقارنة مع أى وظيفة أخرى، تعد وظيفة الأحلام».