أزمة الأنفاق تتصاعد.. وقوى ثورية تقاضى مرسى لإغلاقها
تحولت الأنفاق التى كان هدفها إغاثة شعب غزة الشقيق المحاصر إلى بوابات جهنم لمن يقيمون على كامل أرض سيناء، بمن فيهم سكان الشريط الحدودى، أكثر المستفيدين منه اقتصادياً، وصارت المتهم الرئيسى فى أحداث العنف التى عصفت بسيناء، وبالتالى بالأمن القومى المصرى، وجاء كلام اللواء عبدالفتاح حرحور، بإيحاءاته حول عدم اكتراث الرئيس مرسى بمسألة الأنفاق ليثير غضب أهالى سيناء، الذين يعانون بسبب الأنفاق حتى فى الحصول على المواد الأساسية والبترول، الأمر الذى حولهم إلى النقمة على الأنفاق وكل من يعمل بها أو يغض الطرف عنها.
من جانبه، ناشد الشيخ عارف أبوعكر، باسم مواطنى ومشايخ سيناء، الرئيس محمد مرسى إصدار قرار فورى بإغلاق الأنفاق.
وأضاف أن الأنفاق هى محور الشر على سيناء، ومصر عامة، وهى لا تستخدم لنقل البضائع فقط، لكنّ أشخاصاً من الخطرين يمرون عبرها، ليقتلوا مدنيين وعسكريين، على أرض سيناء، ثم يعودون إلى غزة، دون أن يحاسبوا على جرائم ارتكبوها، وقد حدث ذلك بالفعل أكثر من مرة، بخلاف ما ينسب لأبناء سيناء، دون أن يتورطوا فيه وهو ما يسىء لنا جميعاً.
وقال أبوعكر: هناك أكثر من 55 ألف لتر من السولار والبنزين تهرب يومياً إلى غزة، تتسبب فى خسائر أكثر من 5 ملايين جنيه للاقتصاد المصرى، وهذا أكثر من حصة محافظتى شمال وجنوب سيناء، وبعض رجال الأعمال الفلسطينيين لديهم ما بين 120 إلى 200 ألف لتر احتياطى، فيما تملك حماس 6 ملايين لتر، وننتظر نحن المحاصرين فعلاً يوماً كاملاً أمام محطات الوقود لتمويل سياراتنا.
وحول ردود فعل المسئولين، قال أبوعكر «الحدود المصرية مفتوحة على الغارب، على حد تعبيره، وسبق وطلبنا من الرئيس مرسى والفريق السيسى، إغلاق الأنفاق فوراً، وأوضحنا لهم أن ما تم إغلاقه شرق العبور من الأنفاق التى لا تسيطر عليها حماس، ولكن يجب إغلاق باقيها فوراً، ولكن الواقع يؤكد أنه لا أحد يريد إغلاقها».
ويؤكد أسامة ذكرى، مدير عام الغرفة التجارية بشمال سيناء، أن الأنفاق تؤثر بشكل كبير على التجارة الشرعية وتقلل من فرص من يزاولون أنشطة تجارية بشكل رسمى، ولديهم سجلات ويدفعون مستحقات الدولة، ويضيف أن الأنفاق جعلت المنطقة غير آمنة، وكثيراً ما تمر عبرها سلع لا تخضع لاختبارات الجودة، أو لأى نوع من المراقبة، والأخطر هو التأثير على المصدرين الذين تقدموا بعشرات الشكاوى وتوقف بعضهم بالفعل بسبب الأنفاق، رغم وجود آلية واضحة للتصدير إلى قطاع غزة من منفذى العوجة، وكرم سالم، وقد يستحدث نظام للتصدير عبر ميناء رفح، وذلك أيسر لكل الأطراف.
وقررت الحركات الثورية بسيناء التصعيد من خلال دعوى قضائية أمام مجلس الدولة، تقدم بها محمود سعيد لطفى، المحامى، على الرئيس مرسى لتلزمه بالإغلاق الفورى للأنفاق، بحسب محمد الهندى، رئيس حركة «أحرار سيناء» الذى أكد لـ«الوطن» أن المحافظ حاول توضيح مسألة الأنفاق، وأن التعامل معها بالإغلاق يجرى الآن، ولكننا لا نرى ذلك على أرض الواقع، وكل الأنفاق شغالة والعملية «نسر» فاشلة تماماً، ولم تحقق أى شىء، وعملية إغلاق الأنفاق متوقفة تماماً، ونطالب فى دعوانا بإقالة كافة القيادات والمسئولين بالأجهزة الأمنية السيادية، لأنهم طرف رئيسى ولديهم المعلومات الكاملة، ولكنهم لم يتخذوا أى إجراءات وفقاً لما تخوله لهم مواقعهم، واختتم هندى قائلاً «إن ما يحدث الآن جريمة ترتكب فى حق سيناء وكافة المسئولين شركاء فيها».