كيف ستشارك قبائل سيناء في الحرب ضد تنظيم "بيت المقدس" ؟
"تماديتم في الغي والعدوان وتلوثت أيديكم بالدماء البريئة، وانتهكتم الحرمات وتخطيتم كل الخطوط الحمراء، وتدثرتم بعباءة الدين وهو منكم براء، وصبرنا حتى أقمنا عليكم الحجة بالعرف والعقل والنقل والشريعة، وأشهدنا عليكم القاصي والداني حتى برئنا من دمائكم وأرواحكم".. تلك الكلمات كانت جزءًا من البيان التي أعلنت به قبيلة الترابين الحرب، على تنظيم أنصار بيت المقدس، قبل أن تنضم أغلب القبائل لها.
منذ صدور ذلك البيان والقبائل في سيناء عازمة على محاربة التنظيم ومحاصرته حتى التخلص منه نهائيًا وتطهير سيناء بأكملها منهم، بمختلف الوسائل، والتي منها رصد مبالغ مالية ضخمة لمن يدل أو يسلم رأس أحد قيادات أو أعضاء التنظيم الإرهابي، بحسب ما يوضح الشيخ، إبراهيم العرجاني، في تصريحات خاصة لـ"الوطن".
يؤكد العرجاني أنه تم رصد مبلغ 100 ألف جنيه لمن سيدلي بأي معلومة عن شادي المنيعي أو كمال علام، بالإضافة لرصد مبلغ مليون جنيه لمن سوف يأتي برؤوسهما.
ويتابع "العرجاني" أن "أي شخص تابع للتنظيم ولم تلطخ يديه بالدماء وأعطانا أي معلومة تقودنا لإلقاء القبض على أي من قيادات تنظيم (أنصار الشيطان)، سوف أتكفل بإعطائه مبلغ 100 ألف جنيه، وسأقوم ببناء منزل له، إضافة لتشغيله بإحدى الشركات التابعة لي"، مشيرًا إلى أنهم لديهم قائمة بأسماء 23 قياديًا في التنظيم الإرهابي، وسوف يتم الإعلان عنهم في مؤتمر تحالف القبائل.
المعلومات المتوفرة لدى القبائل عن أماكن تواجد وانتشار عناصر بيت المقدس، تبدو دقيقة، فبالرغم من تحفظ "العرجاني" على ذكر أي معلومات عن أعضاء أو أسماء التنظيم إلا أنه أكد أن عددهم لا يتجاوز الـ 200 عنصر، وأبرز الأماكن التي يتمركزون بها، "التومه، والمقاطعة بالشيخ زويد"، كما أنهم يتمركزن في مساحات شاسعة في وسط سيناء، خاصة في مناطق "البرث، والعجرة، ووادي الأزارق"، إلا أن هذه المناطق أصبحت الآن تحت سيطرة القوات المسلحة وتحالف القبائل.
جهزت القبائل 200 فرد من أبناءها، لمعاونة القوات المسلحة في مواجهة التنظيم الإرهابي، كما يروي "العرجاني"، فيما يؤكد موسى الدلح، أحد شيوخ قبيلة الترابين أن مشاركة القبائل في هذه الحرب ستكون بالتنسيق الكامل مع قوات الجيش، عن طريق تزويده بالمعلومات وتوفير الخبراء في الدروب والطرق الصحراوية، بالإضافة إلى تعاون ميداني لا يمكن الإفصاح عنه الآن، كما سيتم توفير قصاصين الأثر، للمساعدة في الوصول إلى العناصر المطلوبة، بالإضافة إلى محاصرة العناصر.
ويضيف "الدلح" في تصريحاته لـ"الوطن"، أنه بالفعل تم في الآونة الأخيرة اكتشاف عدد من بعض المتعاونين مع هذه الجماعات ومن يزودهم بالوقود والمياه، معتبرًا أن القبائل أعطت مهلة 10 أيام لتطهير نفسها، وبالفعل تم الاستجابة من كل العشائر في القبائل، وبعضهم سلموا أعضاء التنظيم من أبنائهم، وبعضهم قام بـ"تشميسه"، مؤكدًا أن كل القبائل الآن على قلب رجل واحد، ماعدا قبيلتين بها بعض المشاكل، وهي قبيلة الرميلات والسواركة، وجاري حل هذه المشاكل.
وأكد "الدلح" أن جميع مناطق سيناء الآن تحت السيطرة الكاملة، وفي أمان تام من الجماعات الإرهابية المتطرفة، إلا في بعض المناطق التي لا تتجاوز الـ5% من مساحة شبه الجزيرة، وهي بعض مزارع البرتقال والزيتون والخوخ، القريبة من الساحل الحدودي، بالإضافة إلى بعض مناطق سدوت وقوز أبورعد، والمهدية ونجع شبانة، وضواحي جنوب الشيخ زويد.
وأوضح الشيخ السيناوي، أن الجهات الأمنية وعدتهم أنهم سيعاملون معاملة الشهداء في حال سقوط أيًا منهم في الاشتباكات، أو المعارك التي ستندلع بينهم وبين الجماعات المسلحة.