كيف يتم استهداف ضباط الشرطة والقضاة في عمليات الاغتيال؟
شهدت الدولة المصرية في الفترة الماضية عددًا من عمليات الاغتيال لبعض رجال الشرطة، على خلفية مشاركتهم في القبض على عدد من عناصر التنظيمات الإرهابية، منهم اللواء محمد مبروك، الضابط بجهاز الأمن الوطني، واللواء محمد سعيد، مدير المكتب الفني لوزير الداخلية، ومؤخرًا العقيد وائل طاحون، رئيس مباحث المطرية، إلى جانب محاولات اغتيال بعض قضاة المحاكمات التي تتعلق بأحداث 30 يونيو وجماعة الإخوان المحظورة قانونًا، والتي كان آخرها محاولة اغتيال المستشار محمود خفاجي، قاضي ما تعرف إعلاميًا بـ"أحداث مكتب الإرشاد"، وغالبًا يتشارك هؤلاء في أن تكون محاولات اغتيالهم أمام منازلهم، لكن كيف يتم استهداف رجال الشرطة والقضاة لتنفيذ عمليات الاغتيال؟
أكد اللواء محمود نور الدين، الخبير الأمني، أنه يتم استهداف عدد كبير من ضباط الشرطة، خاصة الشهود في القضايا، لافتًا أن هناك كوادر وخلايا نائمة للجماعات الإرهابية، تتواجد في نطاق إقامة الضباط والقضاة، من جيرانهم، تستطيع أن تحدد محلات إقامتهم، مضيفًا أن هناك من عناصر الجماعات الإرهابية من يسأل عنهم بعض زملائهم الخائنين، على حد تعبيره، كضابط المرور الذي قُبض عليه، في قضية اغتيال اللواء محمد مبروك، بعد أن أرشد عن خط سير مبروك، ومكان سكنه، مستغلًا المعلومات التي حصل عليها بسبب زمالته له في كلية الشرطة.
وتابع نور الدين، أن هذه الجماعات لا تكتفي بالضباط ولا تترك القضاة، موضحًا أنهم يبحثون عن محل إقامة القضاة عن طريق الموظفين بالمحاكم، ثم يرصدون تحركاته، إذا كانت منتظمة أو غير منتظمة، ويرسمون خطتهم، بناءً عليها، لقتل القاضي.
وأشار اللواء محمد زكي، الخبير الأمني، أن هناك مخاطَب بهذه العمليات، وهو الرأي العام الخاص بذوي رجال الأمن والقضاة، بحيث تظل أسرهم تصر على أن يبقى أفرادها، المعرضون للخطر، بعيدًا عن مهامهم، حتى لا تمتد إليهم هذه العمليات، وألمح زكي أن الهدف الثاني لعمليات الاغتيال هو تصدير أن مصر غير قادرة على حماية أبنائها، لمن هم بالداخل والخارج.
وعن كيفية تحديد محال إقامتهم، أكد الخبير الأمني أنه في المناطق خارج القاهرة، يعرف الناس بعضهم بعضًا، وأن أماكن سكن الضباط هي معلومة عامة ومتاحة للجميع، وأعد زكي هذا ضمن منظومة القيم الخاصة بهذه المناطق.
وتابع زكي، أنه في بعض الأحيان يتم معرفة أماكن سكن الضباط بسبب تواجد سيارات الشرطة التي تقلهم أمام محال إقامتهم، ثم تنتظر عناصر الجماعات الإرهابية الشخصيات المستهدفة ويطلقون الرصاص باتجاههم، أو يزرعون عبوات ناسفة في تلك السيارات.