"دمرو" و"بشبيش".. حرب على "مدينة"
تصاعدت حدة الصراع بين قريتى «دمرو» و«بشبيش» التابعتين لمركز المحلة، بمحافظة الغربية، وأطلق شباب «دمرو» خلال اليومين الماضيين حملة لمواجهة محاولات أبناء «بشبيش» لحسم الصراع مبكراً فى معركة الفوز بلقب «مدينة».
وتمكن أبناء «دمرو» من جمع آلاف التوقيعات من أبناء القرى المجاورة على استمارة حملتهم التى ترفع شعار «دمرو أحق» لدعم موقف قريتهم فى السباق، بينما على الجانب الآخر استمرت محاولات أبناء «بشبيش» المدعومة فى الخفاء من وزير الرى حسام مغازى لترقية «بشبيش»، مسقط رأس الوزير، إلى «مدينة» وكان آخرها تبرع ابن عمه ناجى مغازى بقطعة أرض مساحتها فدان لمدرسة ثانوى صناعى بالقرية.
محمد حسن علام، منسق حملة «دمرو أحق»، الذى تواجه قريته موقفاً صعباً فى المنافسة، أكد أن شباب «دمرو» تمكنوا من جمع أكثر من 30 ألف توقيع من قرى «ميت سراج وعزب الشراكى والحوامدية وست الهانم، ودخميس، وسنبارة، والهياتم، وعياش»، لدعم فوز «دمرو» بسباق حصولها على «المركز التاسع» بانضمامها إلى المراكز الثمانية بالمحافظة.
«علام» المتحمس لقريته يروج لكون قرية «دمرو» تتوسط قرى مركز المحلة وتقع فى قلب العديد من القرى الكبيرة، فهى تمتلك موقعاً استراتيجياً يؤهلها لتصبح مركزاً، لكنه لا يخفى ضيقه من كون بشبيش القرية المنافسة تحظى بفرصة أكبر لاعتقاده أن كونها مسقط رأس وزير الرى حسام مغازى، قد يكون فى مصلحتها، لكنه يعقب على ذلك قائلاً: «مش كل قرية لها وزير فى الحكومة ينفع تبقى مركز».
وقال الدكتور رضا فرحات علام، من أبناء «دِمرو»: نعلم أن «الرأى العام» مشغول بقضايا كبيرة، والوطن مشغول بمشاريع وآمال عملاقة، لكننا كمواطنين مصريين جزء من هذه الآمال والطموحات. ونرى أن الرأى العام المصرى وخصوصاً فى القرى المجاورة، قد يكون العامل المرجح فى قضية تحويل «دمرو» من قرية إلى مركز، حيث تسابق أهالى القرية للتبرع بالأراضى اللازمة لإنشاء الوحدات الإدارية الحكومية، ما يجعلها القرية الأحق بأن تصبح مركزاً دون غيرها من القرى الأخرى، بسبب تفانى أهلها فى العمل على ازدهار قريتهم وتقدمها، كما دشن أبناء قرية «دِمرو» عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى لدعم مطلب قريتهم والتعريف به، وهو ما لقى صدى طريفاً من حسابات الصعايدة على فيس بوك، الذين أعلنوا دعمهم ومساندتهم لأبناء «دمرو» بعدد من التعليقات الطريفة.
فى المقابل قال عمرو السعيد فهمى، من قرية «بشبيش»: نأمل أن تحسم المنافسة على لقب المركز التاسع بالمحافظة لصالحنا، خصوصاً أن أهالى القرية ووجهاء عائلاتها بدءاً من «الغزال» و«السعيد» وغيرهما، سعوا طوال العشر سنوات الأخيرة فى تسخير جميع الإمكانيات اللازمة لتحويلها من قرية إلى مركز به جميع الخدمات.
وأضاف «خاطبنا رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، من خلال مذكرة عاجلة تتضمن حصراً كاملاً لجميع المرافق والخدمات والبنية التحتية المتوفرة بالقرية، وتشمل وحدات صحية ومحلية جيدة ومبنى يصلح لإنشاء مركز شرطة، ووجود مستشفى طب أسرة تكاملية لخدمة المواطنين، وغيرها». وأضاف أن وزير الرى والموارد المائية لعب دوراً مهماً فى بعث رسالة كاملة ومحاكاة واقعية بأحقية قرية بشبيش فى تحويلها إلى مركز كونها تمتلك مساحة أكبر وكثافة سكانية أكبر من أى قرية أخرى بنطاق مركز المحلة، على حد قوله.
اللواء ناصر أنور طه، رئيس مجلس مركز ومدينة المحلة، كشف لـ«الوطن» عن تضامنه مع قرية «بشبيش»، خصوصاً أن عدد سكانها أكثر من 50 ألف نسمة ومساحتها كبيرة، فضلاً عن أنها تقع بين ثلاث محافظات هى الغربية، والدقهلية، والمنوفية. مشيراً إلى أن «بشبيش» بها جميع ما يلزم لتحويلها إلى مركز، فالبنية التحتية بها جيدة تؤهلها لتكون مركزاً جديداً بمحافظة الغربية.
وأكد رئيس مدينة المحلة، أن أهالى قرية «دمرو» منذ القدم يحرصون على تنمية قريتهم ويجتهدون فى ذلك حفاظاً على المظهر الحضارى للقرية، موضحاً أن الكتلة السكانية بقرية «دمرو» فى حدود 30 ألف نسمة، ومنقسمة إلى ثلاثة نطاقات هى «دمرو» و«كفر دمرو» وعزبة أخرى، وبالتالى عنصر عدد السكان يرجح كفة «بشبيش»، كما أن بها مبانى جيدة فى قطاعات الصحة والداخلية والتنمية والإدارة المحلية.
وأوضح «طه» أنه وفق إحصائيات 2015 فإن زمام «بشبيش» يبلغ 13.7 ألف فدان بينما «دمرو» حيز زمامها 5 آلاف و200 فدان فقط، مشيراً إلى أن بشبيش بها 23 مدرسة بينما «دمرو» بها 13 مدرسة، كما أن الأولى بها 94 ورشة حرفية ومصنعاً صغيراً، ويتبعها 7 قرى، بينما «دمرو» بها 8 ورش ومصانع أهلية صغيرة ويتبعها 4 قرى. موضحاً أن وزير التنمية والإدارة المحلية وضع جدولاً زمنياً متكاملاً ينتهى فى موعد أقصاه شهران لتقنين وضع قرية «بشبيش» والتمهيد لتحويلها إلى مركز بتمهيد الطرق وتنمية موارد القرية وإعمارها بالجهود الذاتية من الأهالى المتحمسين.
وزير التنمية المحلية، اللواء عادل لبيب، كان قد دخل أيضاً على خط المنافسة، ليعزز موقف بشبيش، حيث أعلن فى تصريحات سابقة خلال زيارته لمحافظة الغربية نهاية أبريل، أن هناك خطوات عاجلة لتحويل قرية بشبيش إلى مركز خلال شهر كحد أقصى. وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان ناجى مغازى، عم وزير الرى الحالى حسام مغازى، عن تبرعه بقطعة أرض مساحتها فدان، لإنشاء مركز تدريب صناعة ومدرسة ثانوى لخدمة أبناء القرية.