"الليلة الختامية" لـ"مولد السيدة": سرقات وتحرش وإصابات
أنهى آلاف الصوفية، فجر أمس، احتفالهم بمولد السيدة زينب، الذى استمر أسبوعاً كاملاً، وأغلقت قوات الأمن ميدان السيدة والشوارع المحيطة به أمام حركة السيارات بعدد من الأكمنة على رأس الطرق المؤدية للمسجد، لتسهيل احتفالات المريدين، وملأت خيم الخدمة الصوفية الميدان، وامتدت إلى الشوارع الجانبية لمسافات 2 كيلومتر فى محيط المسجد، فيما انتشر الباعة الجائلون فى الميدان، عارضين مختلف السلع، بعضها له طابع صوفى، مثل قبعات الرأس التى تحمل شعارات إسلامية وصوفية، وحمص المولد، إضافة إلى الألعاب الشهيرة بالمولد مثل المراجيح وعربات «النيشان».
وقسم أصحاب الخدمة الصوفية خيامهم قسمين: الأول لتلاوة القرآن والأذكار والأناشيد والمدائح الدينية، والثانى لإطعام المريدين وسقايتهم دون مقابل، خصوصاً الوافدين من محافظات الوجه البحرى والصعيد، وتنوعت الأطعمة المقدمة لهم بين الخضراوات واللحوم والأرز والفواكه، إضافة للمشروبات الساخنة.
وعلى الرغم من انتشار رجال الأمن على مداخل المولد، وبين المريدين، إلا أن ذلك لم يمنع من وجود بعض المخالفات التى تحررت بها محاضر، وقال مصدر أمنى، ضمن القوة المكلفة بتأمين الاحتفالات، إن المخالفات التى رصدوها تمثلت فى حوادث السرقة والتحرش بالسيدات والمشاجرات، وفقدان بعض الأهالى لأطفالهم.
ودفعت وزارة الصحة بـ6 سيارات إسعاف لمحيط المولد، من أجل توفير الرعاية الصحية للمريدين، وقال أحمد أسعد، رئيس إحدى الوحدات، إن سيارات الإسعاف قدمت الرعاية الصحية لنحو 150 من مرتادى المولد فى الليلة الختامية، تنوعت إصاباتهم بين الاختناقات نتيجة التدافع، والجروح والكدمات والسحجات بسبب المشاجرات والزحام، نافياً وجود حالات وفاة أو حالات نُقلت للمستشفى.
وزار بعض قيادات الشيعة ضريح السيدة، منهم الطاهر الهاشمى، عضو المجمع العالمى لآل البيت، وسالم الصباغ وعماد قنديل، فيما احتفل الشيعة بالليلة الختامية فى حسينية مؤقتة بالدور الرابع لأحد الفنادق المطلة على المسجد، وأغلقت إدارة الفندق، الذى يمتلكه أحد المعروفين بتشيعه، الدور الرابع على الشيعة، ومنعت أى أحد من الدخول إليهم.
ورصدت «الوطن» خلال الاحتفالات إغلاق إحدى الخيم التى نصبها الشيخ صالح أبوخليل، شيخ الطريقة الخليلية، الذى أحاله المجلس الأعلى للطرق الصوفية للتحقيق بتهم التشيع، رغم وجود احتفالات داخلها، ووقف أمام بابها المغلق عدد من الحراس لمنع الصوفيين من الدخول، بحجة أن الحضور بدعوات خاصة، ما أثار حالة من الغضب داخل المولد، لأن من عادات الصوفية أن تكون خيم الخدمة متاحة للجميع.
وشهدت الخيمة المغلقة بعض مظاهر التشيع، فى احتفالات مريدى صالح أبوخليل، منها اللطم، والتطبير أثناء إنشاد أحد المدائح التى تتحدث عن استشهاد الحسين. وخصص عدد من المنشدين الصوفيين والمداحين، فى بعض الخيام، الليلة الختامية لمدائح سلطان العاشقين، الشيخ أحمد التونى، الذى توفى قبل عام، وعلى رأسهم نجله أحمد التونى، المنشد الصوفى. وعقب صلاة الفجر، أنهى المريدون احتفالاتهم بمولد السيدة زينب، وبدأوا فى فك خيم الخدمة، والتجهيز للرحيل، وهو ما تزامن مع حضور سيارات وعمال الحى لتنظيف الميدان، وإزالة المخلفات.
وتعليقاً على تصدر الشيعة للمشهد، قال الدكتور على الله الجمال، إمام وخطيب المسجد، إن الإدارة حرصت على منع أى طقوس شيعية داخل الضريح أو خارجه، ووجهت العمال وأفراد الأمن إلى إلقاء القبض على من يخالف آداب الزيارة، أو يمارس طقوساً غريبة، إلا أنها لم تستطع منع دخول الشيعة وقياداتهم للضريح، خصوصاً أنهم لم يمارسوا طقوساً مخالفة للسنة.
وأوضح «الجمال» أن الطرق الصوفية تضع على خيم الخدمة الخاصة بها لافتات باسم الطريقة، وإن كانت من محافظة فإنها تضع اسم المحافظة والمركز، وهم يتباهون بذلك لأن الصوفية ليس لديهم ما يخفونه، لافتاً إلى أن المولد شهد هذا العام خيماً مجهولة، منع الصوفية من دخولها. وشهد ضريح السيدة زينب زحاماً شديداً، وقسمت إدارة المسجد الضريح قسمين منفصلين للرجال والنساء منعاً للاختلاط.
من جانبهم، اعتبر عدد من مشايخ السلفية احتفالات الصوفية بمولد السيدة زينب، أمس الأول، بدعاً وضلالات، وقال الشيخ محمود لطفى عامر، رئيس جمعية أنصار السنة بدمنهور سابقاً، إن أصل مشروعية الاحتفال بمولد السيدة زينب باطل، مضيفاً: «مفيش احتفال فى الإسلام إلا بدليل شرعى، لأن تخصيص أيام أو أماكن أو أعياد لا يوجد دليل شرعى عليها بدعة، لأن أعيادنا هى الأضحى، والفطر، والعيد الأسبوعى كل جمعة، ولا يوجد فى الإسلام احتفال بآل البيت أو غيرهم، فهى محدثات شيعية، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار، وما حدث فى المولد يدل على أن المجتمع فاضى، ولا يوجد عقل للتفكير».
وقال محمد الأباصيرى، الداعية السلفى، إن ممارسات الصوفية فى المولد غير أخلاقية، ولا علاقة لها بالدين، وهى بدع ومنكرات، والصوفية «أفيون»، وما يحدث فيها أمور منكرة شرعياً وعقلياً وعرفياً، يجب القضاء عليها تماماً ضمن ثورة تصحيح الخطاب الدينى.
وقال علاء السعيد، الأمين العام لائتلاف الدفاع عن الصحابة، إن ما يحدث فى الموالد ضلالات لا علاقة لها بأهل السنة والجماعة، مضيفاً: «التصوف نوعان؛ التصوف الأصلى الحق البعيد عن البدع، وهناك تصوف شعبى دخل عليه نوع من الشعوذة والدجل، وهو ما نراه فى الموالد، كمسيرات المشايخ بالأعلام والطبول والرقص، فهناك مثلاً الطريقة الرفاعية تضع السيف على لسان المريد أو تخرم وجهه بالمسلة، وكلها بدع وضلالات لا سند لها فى الإسلام، كما أن تلك الموالد تشهد اختلاطاً بين الرجال والنساء بطريقة فجة، ويستغلها الخارجون عن القانون فى الترويج للمخدرات». وأشار «السعيد» إلى أن القيادى الشيعى عماد قنديل، الذى حضر الاحتفالات أمس الأول، وزع بعض المنشورات التى تدعو للتشيع، كما أنه يستغل وغيره تلك الموالد التى تشهد طقوساً شيعية يجرى تصويرها وإرسالها إلى إيران وشيعة العراق.