"فرنسا" تدخل سباق تنفيذ المحطات النووية المصرية
قال المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، إن اختياره زيارة مفاعل «flamanville»، خلال زيارته فرنسا، يرجع إلى كونه من ذات التقنية «epr» التى أيّدت وزارة الكهرباء المصرية اهتمامها به، كما أنه المفاعل النووى الثالث الجارى إنشاؤه فى فرنسا، والوحيد من هذا الطراز، ضمن أربعة مفاعلات مماثلة فى العالم، مشيراً إلى أنه صُمم ليحقق مستويات أمان نووى أعلى من الطرازات السابقة، نظراً للجهد الكبير الذى تبذله الشركات المنفذة فى أعمال الهندسة المدنية، بالمقارنة بما سبق.
وأضاف «محلب»، فى تصريحات صحفية، خلال تفقُّده برفقة الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، المفاعل، خلال زيارتهما التى بدأت أمس الأول فى فرنسا، أن الهدف من الاطلاع على عملية الإنشاء هو التعرف على إمكانيات مشاركة شركاتنا فى أعمال المشروع النووى المصرى.
وشملت جولة رئيس الوزراء والوفد المرافق له، داخل منشأة المفاعل ثلاث نقاط: المبنى، وقاعة التحكم الرئيسية، وزيارة الشق غير النووى من المحطة، ويتضمّن موقع التوربينية. وناقش الجانب المصرى سبل التعاون النووى مع رئيس هيئة كهرباء فرنسا «جيان بيرنارد ليفى»، فى جولة استمرت لما يزيد على الساعة، استعرض خلالها «ليفى» التكنولوجيا الفرنسية النووية التى تعد الأولى من نوعها، من حيث الإنشاء واتباع أقصى معايير الأمان، والمستخدمة حالياً فى المفاعل الجديد.
وخلال اللقاء، قدّم «ليفى» عرضاً شاملاً عن المفاعل، موضحاً أن القدرة الكهربائية له تصل إلى ١٦٥٠ ميجاوات، وتعد أعلى قدرة، مقارنة بالطرازات السابقة للمفاعلات الفرنسية، نتيجة تصميم أكبر لحاوية قلب المفاعل، كما يستهدف تحقيق معدل إتاحة ٩١٪، نتيجة انخفاض الفترة الزمنية المطلوبة لإيقاف المفاعل، بغرض الصيانات، بالمقارنة بالمفاعلات الفرنسية الأقدم، كما أن المفاعل مصمم للعمل خلال عمر افتراضى يمتد إلى ٦٠ عاماً.[FirstQuote]
وأضاف «ليفى» خلال لقائه بالجانب المصرى أن فرنسا تعتمد بنسبة ٧٥٪ من احتياجاتها على الطاقة الكهربائية المولدة من المحطات النووية، والباقى مزيج من الطاقة التقليدية والجديدة.
وعقب جولته بالموقع، عقد «محلب» والوزراء المرافقون اجتماعاً مع مسئولى المحطة النووية، حيث اقترح زيارة وفد فرنسى إلى موقع «الضبعة»، بالتنسيق مع وزير الكهرباء، وبحث إمكانية الاستفادة من الخبرات الفرنسية فى هذا المجال، وكذلك دراسة أن تكون هناك إقامة مدرسة فنية، تتولى تدريب الكوادر المصرية على مختلف قطاعات عمل المحطات النووية لتوليد الكهرباء، وأن يتولى وزير التعليم الفنى والتدريب، التنسيق فى هذا الشأن، ورحب الجانب الفرنسى بالفكرتين.
وعلى صعيد متصل، قال الدكتور على عبدالنبى، نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق، إن هناك محاذير على التكنولوجيا النووية الفرنسية، محذراً من وجود عيوب فنية فى المفاعلات التى تصممها شركة «أريفا» الفرنسية، مشيراً إلى اعترافهم بذلك، خاصة فى الوعاء الذى يحوى الوقود النووى.
ووصف «عبدالنبى»، فى تصريحات لـ«الوطن» تجربة فرنسا فى إنشاء محطات نووية فى فنلندا بـ«الفاشلة»، نظراً لتأخر تنفيذ المحطة التى كبّدت الجانب الفنلندى 8 مليارات دولار، بدلاً من 3 مليارات دولار.
ونبّه نائب رئيس المحطات الأسبق، إلى أنه يمكننا الاستفادة من الخبرات الفرنسية فى المجال النووى من خلال برامج التدريب المشتركة بين الجانبين، لتأهيل الكوادر المصرية التى ستعمل فى مجال المحطات النووية فيما بعد، بجانب مساهمتها فى توطين التكنولوجيا النووية فى مصر.