"الوطن" فى زيارة إصلاح إلى "بيت العدالة"..أغيثونا..!
سيادة القاضى.. حضرات السادة المستشارين
نقف بين يدى عدالتكم اليوم بحثاً عن أمل كبير وأخير فى «وطن عادل»: ينتصر لـ«الحق والخير والمساواة» فى مواجهة «الظلم والسطوة والاستبداد».. يضرب بيد حاسمة على رأس الفاسدين والمفسدين وأصحاب الهوى والمصلحة، بينما يربت بيد حانية على قلب الضعيف والمكسورة كرامته والمغلوب على أمره بحثاً عن حقوق مستباحة فى بلد مستباح.
سيادة القاضى.. حضرات السادة المستشارين
نحن فى «الوطن» -المعنى هنا مزدوج- فكرنا كثيراً قبل الوقوف أمام منصة عدالتكم بهذا الملف المثقل بـ«الأوجاع والمخاوف»: نعرف جيداً أن الغوص فى «حفرة من نار» أهون بكثير من المرور ولو كراماً على قضايا ذلك الوشاح الأخضر الذى تلفون -بمنتهى الفخر والإجلال- كيانكم الشافى والرافع هو الآخر منذ قديم الأزل «ممنوع الاقتراب.. أو المساس».[FirstQuote]
نعرف ذلك قطعاً، وندرك مخاطر الاقتراب طبعاً، ولكن إذا كان المقصد خيراً وإصلاحاً -للوطن قبل مؤسساته- فلتذهب أى مخاطر إلى أقرب جحيم، ويبقى «شرف المحاولة» خطوة فى طريق البحث عن مصر.
سيادة القاضى.. حضرات السادة المستشارين
تعرفون سيادتكم قبل غيركم أن «المواطن مصرى» يشعر بحالة من «الاكتئاب العام» والسبب فى ذلك -كما تعرفون أيضاً- أنه فجَّر ثورتين بسرعة «الفيمتوثانية»، بينما يتحرك التغيير على ظهر «سلحفاة».
الجميع -تقريباً- يعولون فى التغيير على المؤسسة السياسية، ولكن أصحاب «الرؤية» يعولون على المؤسسة القضائية، ولنا فى الزعيم الفرنسى شارل ديجول قدوة حسنة، فالرجل الذى خرجت بلاده «محطَّمة» من الحرب العالمية الثانية وجَّه السؤال لمن حوله: كيف هى فرنسا الآن؟ فأجابوا: فرنسا ليست بخير، فعاد ليسأل من جديد: وكيف حال القضاء الفرنسى؟ فقالوا هذه المرة: القضاء بخير.. فأنهى الرجل كلامه بحسم وقوة وثقة: إذن.. فرنسا بخير.
سيادة القاضى.. حضرات السادة المستشارين
نقولها لكم «بعلو الصوت والشجاعة» من قلوب وعقول تمنحكم حق قدركم: مصر الـ«7 آلاف سنة» تقف على حافة الخطر.. مصر التى تعرضت للتجريف على مدى سنوات لا تُعد ولا تحصى من الفساد والاستبداد تبحث عن عدل وأمان.. مصر التى تئن وتتوجع فى شوارع الفوضى والإهمال تستصرخ الأمل فى رحمة وإنسانية.. مصر -يا سيدى القاضى ويا حضرات السادة المستشارين- تستغيث بكم.. فأغيثوها.. وأغيثونا.