والد الشهيد محمود طه: احتسبناه شهيداً منذ دخوله الكلية الحربية
«فى آخر إجازة له بدا إنساناً مختلفاً، أعطى إشارات من ينتظر الشهادة دون أن ندرى، قبّل يدى وقدمى وهو يبكى، ما جعلنى أبكى أيضاً، ولم أفهم رسالة ربنا إلا بعد أن جاءنى خبر استشهاده»، هكذا وصف طه إبراهيم بشير اللحظات الأخيرة له مع ابنه النقيب الشهيد «محمود» صاحب الـ27 سنة الذى استشهد إثر انفجار عبوة ناسفة فى سيناء، وشُيعت جنازته أمس فى مشهد مهيب.
وقال والد الشهيد: «أنا ووالدته كنا نحتسبه شهيداً منذ دخل الكلية الحربية»، وبعينين دامعتين أضاف: «الشكر لله، هو نال الشهادة، وأثناء الجنازة كانت الملائكة تزفه إلى قبره فرحاً به، فهو رفع مكانة مصر، ربيته تربية صالحة، وأطعمته من حلال، عملت فى الضرائب العامة 36 سنة، وطوال عمرى لم أمد يدى لأحد، وأوصى كل موظف بأن يراعى ضميره فى عمله لتستقر مصر».
وقال أحمد، شقيق الشهيد: «محمود نطق الشهادة 3 مرات قبل وفاته، وعلمنا من زملائه أنه وردت لهم معلومات استخباراتية عن وجود 7 عبوات ناسفة معدة ومجهزة للاستخدام ضد قوات الجيش بمنطقة طويل الأمير بمدينة رفح وتعاملوا معها وتم تحديد أماكن 6 عبوات وتفجيرها، لكن لم يعثروا على العبوة السابعة، فرفض شقيقى البطل قائد المأمورية والأفراد المرافقون له أن يعودوا دون العثور عليها وتفجيرها خشية أن تصيب آخرين من زملائهم، فوسعوا نطاق البحث أملاً فى العثور عليها، إلا أن يد الغدر والإرهاب سبقتهم بتفجير العبوة المتبقية ليلقى الأبطال الأربعة الشهادة ضاربين المثل والقدوة فى التضحية. ومن جهته أمر حسام الدين إمام، محافظ الدقهلية، بإطلاق اسم الشهيد على مدرسة «طنامل الشرقية للتعليم الأساسى»، تخليداً لذكراه، ابتداء من اليوم.