أوباما.. «4 سنوات أخرى» على قمة العالم
«أربع سنوات أخرى» تلك كانت العبارة التى سهر آلاف الأمريكيين المناصرين للرئيس الديمقراطى، باراك أوباما، يرددونها بانتشاء طوال الليل بعد نجاح مرشحهم فى اقتناص ولاية رئاسية ثانية من منافسه الجمهورى العنيد، ميت رومنى، فى أغلى انتخابات فى تاريخ الولايات المتحدة.
وقال أوباما بعد فوزه: إن «الأفضل قادم لأمريكا»، مضيفا فى خطابه الذى ألقاه فى مقر حملته بولاية شيكاغو: «سواء كنت أستحق أصواتكم أم لا فأنا قد استمعت إليكم وتعلمت منكم وبفضلكم أصبحت رئيسا أفضل».
وأكد الرئيس الأمريكى أنه يعود إلى البيت الأبيض «أكثر تصميما من أى وقت مضى»، مهنئا منافسه رومنى على «حملته التى خاضها بقوة».
وعبر أوباما، فى خطابه الحماسى الذى استمر 25 دقيقة، عن رغبته فى العمل مع رومنى من أجل «دفع البلاد قدما»، وتابع «رغم كل اختلافاتنا، تتقاسم غالبيتنا الآمال من أجل مستقبل البلاد».
وبدوره، اتصل رومنى بأوباما لتهنئته بالفوز بعد الاعتراف بهزيمته فى خطاب يتسم بسماحة النفس ألقاه أمام أنصاره المحبطين فى بوسطن قال فيه: «كنت أتمنى أن أحقق آمالى فى قيادة بلادكم فى اتجاه جديد.. لكن البلاد اختارت زعيما آخر.. أشارككم أنا وزوجتى فى الدعاء بإخلاص من أجله هو وهذا البلد العظيم».
وظل عدد الأصوات التى حصل عليها كل مرشح فى التصويت الشعبى متقاربا إلى حد كبير، إذ حصل أوباما على 50% من الأصوات وحصل رومنى على 48% بعد حملة طويلة ومريرة أنفق خلالها المرشحان وحلفاؤهما الحزبيون مليارى دولار.
وشكل فوز أوباما فى ولاية أوهايو الحاسمة (18 صوتا) خطوة مهمة فى حصوله على الأصوات المطلوبة للفوز فى المجمع الانتخابى وهى (270 صوتا من أصل 538 صوتا) إذ وجه ضربة قاضية لآمال رومنى فى اقتناص الفوز فى الولايات المتأرجحة.[Quote_1]
وكانت الشبكات التليفزيونية قد تكهنت بالنتيجة فى وقت متأخر من مساء أمس الأول، إلا أن حملة رومنى انتظرت لأكثر من ساعة للموافقة على النتيجة فى أوهايو.
وحقق أوباما أيضاً انتصارا قويا فى ولايات أخرى شهدت معارك ساخنة هى: فرجينيا (13 صوتا) ونيفادا (6 أصوات) وأيوا (6 أصوات) وكولورادو (9 أصوات)، بينما ذهبت ولاية نورث كارولينا (15 صوتا) لمنافسه رومنى.
وبحسب النتائج الجزئية وتقديرات الشبكات التليفزيونية فقد جمع أوباما 303 أصوات من أصوات كبار الناخبين مقابل 206 لرومنى، وبذلك يكون أوباما ثانى رئيس ديمقراطى، بعد بيل كلينتون، يُعاد انتخابه لولايتين على رأس أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية.
ويرجع عدد من المراقبين فوز أوباما بولاية ثانية إلى الاستراتيجيات الناجحة التى استخدمها الحزب الديمقراطى فى الانتخابات هذا العام، وليس شعبيته التى كانت قد مكنته من الفوز فى السنوات الأربع السابقة، مشيرين إلى أن الديمقراطيين، الذين درسوا الحسبة الانتخابية جيدا، نجحوا فى استهداف أصوات الناخبين فى الولايات الكبيرة والحاسمة، لا سيما أوهايو وفيرجينيا، لطرح منافسهم الجمهورى على الأرض.
من جانبها، احتفلت الصحف الأمريكية بفوز أوباما بولاية ثانية وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن الولايات المتحدة المنقسمة منحت الرئيس ولاية ثانية لقيادة إصلاح الاقتصاد الذى ما زال مصدر القلق الأول لجميع الأمريكيين، ووصفت صحيفة «نيويورك تايمز» فى افتتاحيتها فوز أوباما بالدراماتيكى، مؤكدة أن سياسات الرئيس المعتدلة هى التى منحته فرصة جديدة.
فيما لعب موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» دورا مهما فى زيادة نسب المشاركة فى الانتخابات، إذ استخدم المشاهير والمواطنون مواقع التواصل الاجتماعى بشكل كبير لمحاولة إقناع الناخبين بالتوجه إلى مراكز الاقتراع للتصويت.
وكان «تويتر» قد أعلن أنه أحصى 11 مليون تغريدة فى الساعات الأولى من مساء أمس الأول عن الانتخابات الرئاسية، ما يجعلها الحدث السياسى الأكبر فى تاريخ الموقع.