12 مشهداً فى حادث اغتيال السائق والقضاة
ترصد «الوطن» فى 12 مشهداً تفاصيل اغتيال 3 قضاة وسائق فى هجوم مسلح استهدفهم فى طريق حى المساعيد بالعريش ظهر أمس الأول، عقب الحكم بإحالة أوراق الرئيس المعزول محمد مرسى و16 من قيادات الإخوان إلى المفتى فى قضيتى «التخابر مع حماس والهروب من سجن وادى النطرون».. المشاهد تحاول رسم صورة اللحظات الأخيرة للحادث الذى أغضب الرأى العام فى مصر.
المشهد الأول
المستشارون مجدى محمد وفيق، وعبدالمنعم عثمان، ومحمد مروان، وأيمن سعيد مصيلحى يستقلون «أوتوبيس سياحى» بعد أن تركوا سياراتهم الخاصة فى الإسماعيلية.. القضاة حضروا من الإسماعيلية إلى العريش لنظر بعض القضايا فى المحاكم الجزئية بشمال سيناء ومقرها العريش.. القضاة كانوا يتابعون عبر موجات الإذاعة تفاصيل محاكمة المعزول مرسى وباقى المتهمين فى قضيتى الهروب من وادى النطرون والتخابر.. تدور أحاديث طويلة بينهم فى محاولة للتغلب على الوقت الذى يتجاوز ساعتين كاملتين وتبلغ المسافة قرابة 280 كيلومتراً.
المشهد الثانى
عقارب الساعة تقترب من الثانية عشرة ظهراً.. الأوتوبيس يصل إلى مدينة العريش وبالتحديد كانوا يسيرون بطريق المساعيد فى الحى الذى يبعد 2 كيلومتر من قلب المدينة.. القضاة داخل السيارة يواصلون حديثهم بهدوء.. هم على بُعد دقائق من مقر إقامتهم فى العريش.. تتبعهم مدرعة تتولى عملية التأمين حتى الوصول.. ولكن دون مقدمات وحسب شهود عيان تركتهم فى وسط حى المساعيد أو باعدت المسافة بينهما.[FirstQuote]
المشهد الثالث
دون مقدمات.. تظهر سيارة دفع رباعى بالقرب من سيارة القضاة.. بها عدد من الإرهابيين يحاولون قطع الطريق عليهم.. يحاول سائق السيارة الفرار من المتهمين، إلا أنهم تمكنوا من قطع الطريق عليهم، ونزل عدد منهم مدججين بالأسلحة الآلية، وأجبروا السائق على التوقف فى ثوان معدودة.
المشهد الرابع
الإرهابيون يحاصرون السيارة التى يستقلها القضاة، ثم يطلقون عليهم وابلاً من الرصاص بطريقة عشوائية.. الطلقات اخترقت أجساد الضحايا وسالت دماؤهم.. الطلقات اخترقت أجساد القضاة لتكتب نهاية حياتهم وحياة سائق شاب من أبناء سيناء لتضاف أسماؤهم إلى قائمة الشهداء.. رصاصات الإرهابيين اغتالت المستشارين مجدى محمد وفيق وعبدالمنعم عثمان ومحمد مروان وأيضاً سائق الأوتوبيس شريف محمد حسين استشهد هو الآخر، كما أصيب المستشار سعيد مصيلحى.
المشهد الخامس
أثناء إطلاق الرصاص على الضحايا، ظهرت مدرعة الشرطة المكلفة بالتأمين لكنها لم تتحرك لصد الهجوم الذى تعرضت له حافلة الشهداء.. وحسب شهود العيان فإن قوات المدرعة اكتفوا بإطلاق النار بشكل مكثف فى الهواء، ولم يطلقوا رصاصة واحدة تجاه العناصر المسلحة أثناء ارتكابهم للواقعة ولم يتمكن أفراد المدرعة من المطاردة أو ملاحقة المتهمين الذين هربوا فى أمان.[SecondImage]
المشهد السادس
صرخات المصاب ودماء الضحايا لم تؤثر فى الإرهابيين، قام أحد الجناة بتصوير تلك العملية الإرهابية بكاميرا لبثها على اليوتيوب ومواقع التوصل الاجتماعى.. وهى الاستراتيجية التى يتبعها عناصر الجماعة الإرهابية مع جرائمهم فى سيناء.. المتهمون يرفعون علامات النصر، ويستقلون السيارة ويفرون هاربين من مكان الجريمة، بعض الأهالى يتجمعون حول سيارة الضحايا، البعض يسرع للاتصال بالشرطة والبعض الآخر يسرعون للاتصال بسيارات الإسعاف، ويقوم البعض بعمليات إسعافات أولية للضحايا.
المشهد السابع
تصل قوات الشرطة وفريق من خبراء المفرقعات وسيارات الإسعاف إلى مكان الحادث.. القوات تنتشر فى المكان وتنقل جثث الضحايا.. قوات الحماية المدنية وخبراء المفرقعات يمشطون المنطقة بالكامل.. وفريق من مباحث شمال سيناء بقيادة اللواء على العزازى مساعد وزير الداخلية ومدير أمن شمال سيناء يتتبع خط سير هروب المتهمين بالتنسيق مع قطاع الأمن الوطنى والأمن العام والقوات المسلحة.. وتستمع القوات إلى عدد من شهود العيان.. وسبقها نقل الجثامين إلى مستشفى العريش.. الجناة حسبما تقول المصادر يقيمون فى العريش ويتخذون من أحد منازلها وكراً ونقطة تمركز لتحركهم.. خاصة أن جميع الطرق خارج العريش مغلقة وتحاول أجهزة الأمن الوصول إلى هذه البؤرة التى استهدفت ضابطاً أمام مدرسة ابنته منذ 10 أيام واستهدفت منزلاً لأمناء الشرطة بالعريش وتزرع بعض العبوات الناسفة فى المدينة.[SecondQuote]
المشهد الثامن
فريق من نيابة شمال سيناء ينتقل إلى مكان الحادث ويناظر جثث زملائهم ويرفعون فوارغ الطلقات وما تبقى من المتعلقات الشخصية لزملائهم الشهداء.
المشهد التاسع
المستشار هشام بركات النائب العام وأعضاء النيابة ينعى أسر الشهداء، ويأمر بسرعة الانتهاء من التحقيق فى الواقعة وسرعة ضبط الجناة.. وفى الوقت نفسه.. اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية يعلن حالة الطوارئ بوزارة الداخلية ويلغى الراحات والإجازات للضباط، لحين ضبط الإرهابيين الذين ارتكبوا الواقعة.[ThirdImage]
المشهد العاشر
عقارب الساعة تشير إلى الثامنة والنصف من مساء أمس الأول السبت.. مئات من القضاة وشيوخهم وبعض رجال الدولة يقفون فى مطار ألماظة بالقاهرة حيث هبطت طائرة تابعة للقوات المسلحة بجثامين الضحايا.. من بينهم المستشار هشام بركات النائب العام والمستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة وعدد من المسئولين فى الدولة وقيادات من وزارة الداخلية.
المشهد الحادى عشر
فى مسقط رأس الشهداء الثلاثة.. بالقليوبية والسويس والإسكندرية.. المئات من أعضاء النيابة العامة وأهالى وأقارب الضحايا يشيعون جثامين الثلاثة إلى مثواهم الأخير فى جنازة عسكرية وسط صراخات وبكاء أفراد أسرهم وأصدقائهم.. وغطى الحزن أسر الضحايا وبعض أقاربهم وخيم أيضاً على الجروبات المغلقة للقضاة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».
المشهد الثانى عشر
القوات المسلحة وفريق من مباحث شمال سيناء والأمن الوطنى تهاجم عدداً من البؤر الإجرامية للإرهابيين بحثاً عن المتهمين المتورطين باغتيال القضاة. وتضبط عدداً من المشتبه فيهم والعناصر التكفيرية والجهادية فى سيناء بينما يجتمع فى القاهرة بعض مسئولى وزارة العدل لبحث كيفية التأمين والحفاظ على أرواح القضاة فى أكثر الأماكن سخونة فى مصر.. قرار سبق أن أصدره وزير العدل السابق المستشار عادل عبدالحميد ولم ينفذ.. قرار سبقه طلب من قضاة سيناء عقب تفجير الكتيبة 101 يطلبون نقلهم إلى الإسماعيلية ولم ينفذ.. قرار صدر ولم يمنع الموت.. قرار تأخر.. قرار كان بمثابة «رد فعل».. وليس «فعل»!!
رسم توضيحي لحادث اغتيال السائق والقضاة