حى مدينة نصر يحّول حديقة إلى "سوق مواشى".. والسكان: "مش هنسكت"
بين ليلة وضحاها استيقظ «عبدالحميد» وجيرانه على أصوات معدات التجريف، وهى تقضى على معالم الحديقة التى كانت متنفّساً لهم، استعداداً لنقل سوق تجارية إليها، مما دفع الأهالى إلى عمل وقفة احتجاجية للتنديد بالقرار الذى سيحول المنطقة إلى عشوائيات. «دفعنا دم قلبنا وتحويشة السنين عشان نسكن فى عماير نضيفة، وفى الآخر يحولوا الحديقة لسوق مواشى»، بهذه الكلمات عبّر محمد عبدالحميد، من سكان مدينة نصر، عن المعاناة التى يعيشها سكان منطقة 9 عقب قرار حى مدينة نصر بنقل السوق إليها، بدلاً من منطقة 8 المقرر إقامة السوق بها، مما سيضع نهاية للتميُّز والهدوء اللذين كانا عنواناً للمنطقة.
«نقل السوق مخالف للقانون. عقود الشقق اللى معانا بتنص على أن العقارات قدامها حدائق.. ليه أصحى من النوم ألاقى بقر وحمير وواحد بينادى يا طماطم»، حسب «عبدالحميد»، الذى أكد أن جميع سكان المنطقة أعلنوا تمرّدهم على قرار الحى، وحاولوا توصيل الشكوى، إلا أن رئيس الحى لم يسمع شكواهم: «ولا عارفين نقابله ولا نكلمه».
رفض سكان المنطقة إقامة السوق التجارية لا يرجع فقط إلى العشوائية التى ستعم على المكان بسببه، إنما أيضاً لعدم الحاجة إلى وجود أسواق، فجميع تعاملات السكان مع المتاجر الكبيرة، بالإضافة إلى شكاوى السكان فيما قبل من وجود سوق للسيارات، وعدم استجابة الحى إليهم بنقلها خارج المنطقة: «كل احتياجاتنا بنجيبها ديليفرى بالتليفون، ليه يجبرونا على حاجة مش عاوزينها؟ ولّا هو إهدار للمال العام وخلاص»، حسب «عبدالحميد».
انتفاضة سكان منطقة ٩ بحى مدينة نصر، دفعت عبدالعزيز إبراهيم، رئيس الحملة الشعبية لنظافة وتجميل مدينة نصر، إلى تنظيم عدة وقفات احتجاجية، ومخاطبة المسئولين بالحى، للضغط عليهم، لكن لم يتغير الوضع حتى الآن: «المنطقة نضيفة، ماينفعش يبقى فيها سوق مواشى وطيور، ومن حق الناس تخاف على أولادها من البلطجية. إحنا مش هنسكت حتى لو وصل الأمر للقضاء».
من جانبه، قال اللواء أحمد تيمور، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، إنه سيراعى فى السوق الجارى إنشاؤها أن تكون حضارية بالدرجة الكافية لكى تتناسب مع طبيعة السكان، لافتاً إلى أنه سيتم مراقبة السوق باستمرار، وجمع مخلفات الباعة بشكل مستمر، وإنشاء سور حول السوق مزود ببوابات حديدية «ده قرار محافظ، والحى عليه ينفذ».