22 قتيلاً و100 مصاب فى تفجير انتحارى داخل مسجد شيعى بالسعودية
أعلنت الداخلية السعودية، أمس، عن وقوع انفجار فى أحد المساجد ببلدة القديح فى محافظة القطيف، جراء عملية انتحارية أثناء صلاة الجمعة أمس، وقالت الداخلية السعودية، فى بيان لها، إنه أثناء أداء المصلين شعائر إقامة صلاة الجمعة بمسجد الإمام «على بن أبى طالب» قام أحد الأشخاص بتفجير حزام ناسف كان يخفيه تحت ملابسه، مما نتج عنه مقتله، وتشير المعلومات إلى أنه تم تسجيل وفاة 22 شخصاً وتسجيل نحو 100 جريح، وتم تحويل الإصابات إلى مستشفى «مضر» ومستشفى «القطيف» المركزى، ومستشفى «أرامكو». وقد باشرت الجهات المختصة مهامها فى نقل المصابين إلى المستشفى، وتنفيذ إجراءات ضبط الجريمة الإرهابية والتحقيق فيها، ولا يزال الحادث محل المتابعة الأمنية. ونقلت وكالة أنباء الـ«أسوشيتدبرس» الأمريكية، أمس، عن الناشطة نسيمة السادة، قولها إن الانتحارى هاجم المصلين أثناء الاحتفال بذكرى ميلاد الإمام الحسين، مشيرة إلى أن المستشفى المحلى طالب المواطنين بالتبرع بالدماء، فيما قال أحد المصلين الناجين، ويدعى جمال جعفر حسن، لوكالة «رويترز» من موقع الانفجار: «كنا فى الركعة الأولى من الصلاة عندما سمعنا الانفجار».
وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس»، إن الانتحارى باكستانى الجنسية، بينما أشار آخرون إلى أنه كان يرتدى زياً أفغانياً دون أن يكونوا قادرين على تحديد إن كان سعودياً أم لا، فيما قالت مصادر لصحيفة «تليجراف» البريطانية، إن عدد القتلى مرشح ليصل إلى 30 قتيلاً على الأقل.
من جانبه، أكد مفتى السعودية، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل شيخ، فى تصريح مباشر على قناة «الإخبارية» السعودية، أن «هذه الحادثة الإجرامية هدفها إيجاد فجوة بين أبناء الوطن وإحداث الفوضى»، فيما دانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء فى السعودية هذه «الجريمة البشعة»، مضيفة أن الهدف من الحادث ضرب وحدة الشعب السعودى وزعزعة استقراره، وقالت: «يقف وراء التفجير بلا شك إرهابيون مجرمون لهم أجندات خارجية وليس لهم ذمة ولا يراعون حرمة، وغاظهم أشد الغيظ قيام المملكة بواجباتها الدينية العربية والإسلامية». من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية إن «الجهات الأمنية لن تألو جهداً فى ملاحقة كل من تورط فى هذه الجريمة الإرهابية الآثمة من عملاء أرباب الفتن الذين يسعون للنيل من وحدة النسيج الوطنى بالمملكة، والقبض عليهم وتقديمهم للقضاء الشرعى لنيل جزائهم العادل».
جدير بالذكر أن الشرطة السعودية اعتقلت خلال الأشهر الماضية مجموعة من عناصر ينتمون لمجموعات سنية متطرفة يشتبه بتآمرهم لتنفيذ هجمات لإثارة البلبلة الطائفية فى المنطقة الشرقية، حيث يشكو الشيعة من التهميش. ففى نوفمبر الماضى هاجم 4 مسلحين فى محافظة الأحساء «حسينية» أثناء إحياء عاشوراء، وقتلوا 7 من الشيعة. والشهر الماضى قالت وزارة الداخلية السعودية إنها فككت خلية تضم 65 شخصاً يشتبه بأنهم على صلة بتنظيم «داعش»، وأنهم ضالعون فى مؤامرة «لإثارة الفتنة» من خلال تنفيذ عمليات مماثلة. وأكد دبلوماسيون مصريون أنه لا يستبعد إطلاقاً الدور الإيرانى فى التفجير الذى وقع فى المسجد الشيعى فى القديح بالسعودية أمس، لخلق حالة من الفوضى بين المسلمين والشيعة فى اليمن، وأن تُذهب نظر السعودية عما يحدث فى اليمن مؤخراً، ومن جانبه، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير كمال عبدالمتعال، «لا أستبعد دور إيران فى الأمر حتى لو كان المسجد شيعياً وإن السعودية مستهدفة، وإنه منذ أيام الملك عبدالله بن عبدالعزيز الراحل وهو يحذر من الدور الإيرانى وتأثيره على المنطقة الشرقية فى السعودية، ويعلم أن الإرهاب جزء من مخطط كبير يستهدف المنطقة ككل، وأن الدور المقبل على السعودية وهو ما قد حدث بالفعل أمس باستهداف المسجد، وبذلك السعودية أصبحت مستهدفة من جميع الاتجاهات».
وأوضح «عبدالمتعال»، فى تصريح لـ«الوطن»، أن السعودية تخوض اليوم المقاومة العربية للمخطط الصهيوأمريكى والإيرانى، وهو المخطط الذى يدعم الإسلام السياسى العميل للولايات المتحدة وإيران، الذى يحقق أهداف إسرائيل فى المنطقة بخلق الفوضى لاستقرار الدول الأخرى، وشدد «عبدالمتعال» على أن هذا التفجير هو البداية لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار فى المملكة العربية السعودية وليس الأخير بعد التصدى للدور الإيرانى فى اليمن ووقف مخططها بالتقسيم الذى تسعى له والسيطرة على السعودية مستقبلاً. فيما أكد سفير مصر الأسبق فى السعودية، سيد أبوزيد، أنه مع المعلومات الواردة بشأن التفجير الانتحارى تشير الدلائل إلى أن إيران متورطة فى هذا الحادث دون أى مراعاة للمصلين الشيعة، حتى تخلق نوعاً من الفوضى والقلق داخل المملكة، مما يساعد فى الوصول إلى مخططها تجاه السعودية، وأوضح «أبوزيد»، فى تصريحاته، أن السعودية أمام خطر حقيقى الآن وأنه من الضرورى أن يكون هناك تكاتف عربى عاجل للوقوف أمام تلك المحاولات التى تريد النيل من المملكة السعودية ثم تنطلق فى باقى دول الخليج أجمع. وشدد السفير سيد أبوزيد على أن إيران الآن أصبحت أكبر خطر على الدول العربية لما تقوم به من مخططات خبيثة، وقد تكون المسئولة عن هذا التفجير بنسبة كبيرة حتى إثبات ذلك.