"حدوتة أفريقية": الانتماء للقارة السمراء يبدأ من أفلام الكارتون
وقف «محمود» أمام طاولة صغيرة تحوى مجموعة من صور أشهر أفلام الكارتون المصرية والعالمية، والتف من حوله مجموعة من الأطفال ليستمعوا إلى حديثه الشيق، الذى لا يدور حول الشخصيات الكارتونية التى ظهرت فى الصور، إنما يمدهم بمعلومات مهمة عن قارة أفريقيا، لتعزيز روح الانتماء لقارتهم. محمود فراج، 37 عاماً، يصف نفسه بـ«باحث فى الشأن الأفريقى»، قرر الخروج من دائرة الروتين والعمل على غرس الوعى لدى الطفل بأهمية الانتماء إلى قارة أفريقيا، ومقاومة نظرة الاستعلاء التى تتولد فى قلوب البعض تجاه القارة السمراء، فيقول: «اكتشفت أن أحسن وسيلة لذلك ليس توعية الكبار، بل توعية الصغار، تطبيقاً لمقولة التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر».
«بكار، بطوط، السناجب، بوجى وطمطم، وعالم سمسم».. هى الشخصيات الكارتونية التى طبعها محمود على ورق عادى، وكتب بجانب كل منها معلومة مختلفة عن قارة أفريقيا لجذب الطفل، مؤكداً أن فكرته تهدف أيضاً إلى تربية جيل جديد يعمل على استعادة العلاقات الطيبة مع دول حوض النيل، خاصة إثيوبيا. لا يسعى «محمود» لأى عائد مادى من وراء تجربته المبتكرة، فالعائد المعنوى هو الأهم بالنسبة له، مشيراً إلى أنه استقر على اسم «حدوتة أفريقية» ليكون عنواناً لتجربته، التى سعى لتطبيقها فى عدد من مدارس القاهرة، منها مدرسة «الأوقاف» التجريبية بالدقى: «جيلنا ما زال يتذكر القيم التى غرستها فينا حكايات أبلة فضيلة وبابا شارو، وهو ما أحاول محاكاته بشكل غير مباشر»، حسب «محمود».
رسالة الماجستير التى يعدها «محمود» فى معهد البحوث والدراسات الأفريقية بعنوان «الطاقة المتجددة وآثارها على التنمية المستدامة فى إثيوبيا»، كانت دافعاً آخر له للبدء فى تجربته، فقد أراد تعميم العلم الذى يحصل عليه للمواطن العادى، خصوصاً الأطفال.