إيهاب يوسف: الانفراد يؤكد أن النظام كان يرى الثورة "زوبعة وهتعدى"
قال الدكتور إيهاب يوسف، خبير إدارة المخاطر الأمنية، إن ما نشرته «الوطن» من وثائق حول مكاتبات جهاز مباحث أمن الدولة ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، حول الساعات التى سبقت اندلاع ثورة 25 يناير، وتداعياتها، يدعو الجميع إلى فتح مناقشات واسعة وورش عمل حول ضرورة استخلاص الدروس من تلك الفترة وآليات التعامل مع متطلبات الشباب وآمالهم. فى السطور التالية، حاورت «الوطن» خبير إدارة المخاطر الأمنية، حول ما ورد من معلومات فى وثائق أمن الدولة خلال أحداث الثورة.. وإلى نص الحوار:
■ بداية كيف ترى المعلومات التى وردت بمكاتبات أمن الدولة لحبيب العادلى خلال الفترة السابقة لاندلاع الثورة؟
- المذكرة التى أعدها حسن عبدالرحمن حول الوضع بتاريخ 18 يناير، والتى أشار فيها إلى ضرورة تعيين نائب للرئيس، وإلغاء التوريث، وتحسين معاملة المواطنين من قبل الشرطة، أكدت أن جهاز مباحث أمن الدولة كان يرصد كل شىء، لكنه تعامل مع الموقف بشكل خاطئ تماماً.
■ وماذا بعد رصد المعلومات وقراءة المشهد بكل تفاصيله؟
- من المؤكد أن جميع أجهزة ومؤسسات الدولة كانت تعرف الوضع، لكنهم تعاملوا مع الموقف على أنه زوبعة وستنقضى، لكن هناك عاملاً مهماً آخر بدا من خلال متابعة المعلومات الواردة بالتقارير والمراسلات. وهو المجموعة المحيطة بجمال مبارك كان لها تأثير كبير فى التعامل مع الموقف كما حدث، بالإضافة لتقدم العمر بالرئيس الأسبق حسنى مبارك، وطول مدة بقائه فى الحكم جعله يتأخر فى اتخاذ القرارات المناسبة لامتصاص غضب الشباب، وهى ذات القرارات التى أخذها بعد ذلك بتعيين نائب للرئيس، وإقالة الحكومة، لكن الوقت كان متأخراً جداً.
■ ما رؤيتك لتقييم الجهاز بشأن أعداد المتظاهرين قبل وأثناء اندلاع المظاهرات؟
- أجهزة الدولة كانت تتوقع أن عدد المتظاهرين سيكون بين 50 و70 ألف متظاهر وإذا زاد على ذلك لن يتعدى 100 ألف لكنهم لم يتمكنوا من تحليل الموقف بشكل جيد، رغم المعلومات التى كانت لديهم بدليل أنهم لم يتمكنوا من احتواء الموقف كما حدث، كما أن تقديرات التعامل مع المظاهرات لم تكن جيدة سواء كان التعامل مع المظاهرات أمنياً أو عن طريق جهات أخرى خارجية أو داخلية تسببت فى إراقة دماء فى كل الأحوال لم يتم التفكير فى الأمر بالطريقة المناسبة.
■ كيف قرأت ما ورد من معلومات فى تقارير جهاز أمن الدولة ومكاتباته؟
- أهم ما يطرحه الملف بشكل عام هو وجوب الاستفادة من المعلومات، بحيث نتأكد أن إدارة الأزمات بالأمن غير مجدية وأن مواجهة الشباب بالبندقية لن تؤدى لنتيجة وأيضاً لا بد أن نعترف أنه إذا كان البعض يرى أن ما كان يوم 24 يناير هو قمة النجاح الأمنى فهو خطأ كبير بالوثائق والمستندات والأحداث ولا بد من تغيير الاستراتيجيات الأمنية وخطط التعامل مع المواقف.