دراسة: "عاصفة الحزم" كانت بداية الموقف السياسي للشيعة في مصر
قال المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، في دراسة، إن النشاط الشيعي في مصر اتخذ خلال الفترة الأخيرة عددًا من الصور والأشكال التي كان من أهمها الصور التالية:-
أولًا: المبادرات السياسية، من خلال محاولات التيار الشيعي المصري المشاركة في الحياة السياسية في مصر بعد ثورة 25 يناير من خلال تكرار المطالبة بإنشاء حزب سياسي، وهو المطلب الذي لا يزال يُقابل بالرفض، نظرًا لما ينص عليه الدستور المصري من حظر إقامة أي أحزاب على أساس عقائدي أو ديني، وأعلن عدد من النشطاء الشيعة عن امتثالهم للقرار، وقرروا الانخراط في عددٍ من الأحزاب والحركات السياسية، في محاولة لخلق وجود على الساحة موازٍ لوجود الإخوان والتيار السلفي.
وكذلك حاولوا الوجود السياسي من خلال المشاركة في العديد من المظاهرات والفعاليات السياسية، مع حرصهم الدائم على التأكيد أن مطالب شيعة مصر لا تختلف كثيرًا عن مطالب المصريين جميعًا، كما حول الشيعة النفوذ إلى البرلمان عبر تقديم عددٍ من المطالب لمجلس النواب قبل حله، أهمها المطالبة بتخصيص نسبة من مقاعد مجلس النواب المصري لهم، بالإضافة إلى الطلب الذي تقدموا به للمجلس العسكري بالمشاركة في تأسيسية الدستور.
ثانيًا: النشاط المجتمعي والخيري، على غرار جماعة الإخوان المسلمين يقدم الشيعة في مصر العديد من النشاطات والمشروعات الخيرية والمراكز الطبية في القرى والمناطق الشعبية والفقيرة من خلال عددٍ من الجمعيات الخيرية التي زاد عددها بشكل ملحوظ بعد رفع الحظر عنها عقب ثورة 25 يناير.
إضافةً إلى مطالبة السلطات الرسمية المصرية والأزهر الشريف الاعتراف بالمذهب الشيعي كمذهبٍ يتم التعبد به في مصر، والسماح بإقامة "حسينيات" لهم، ولم يبادر الشيعة بهذه المطالب لأول مرة بعد ثورة 25 يناير 2011، وإنما حدث أن سعى الشيعة في مايو 2002 إلى رفع دعوى يُطالبون فيها الدولة بأن تعترف بهم، وأن تُعيد إليهم جمعيتهم "جمعية أهل البيت"، وأن تسمح لهم بإنشاء مساجد خاصة، وإقامة "حسينيات" مجالس الشيعة لإلقاء المحاضرات الدينية والسياسية.
ثالثًا: المواقف السياسية الإقليمية، حيث يُحاول الشيعة في مصر التفاعل من التغيرات والتحولات الإقليمية، والتي كان من أشهرها المواقف من عملية "عاصفة الحزم".
وقالت الدراسة إن موقف الشيعة من العملية يُعد الموقف السياسي الأول من نوعه الذي يخرج فيه الشيعة عن رأي الأغلبية، خاصةً أن الشيعة دائمًا ما يحاولون الظهور بمظهر المتفقين مع مختلف الأطياف الدينية والسياسية في مصر، ففي الوقت الذي أعلن فيه بعض قيادات الشيعة موقفهم الرافض لـ"عاصفة الحزم" كونه موقفًا سياسيًّا وليس دينيًّا، وأن رفضهم للحرب على الحوثيين ليس لأنهم شيعة ولكن لأنهم يرفضون أي حرب دينية، أو أي حرب بين المسلمين.
وتجاوزت تصريحات بعضهم إلى حد إطلاق العديد من التصريحات المنددة بالجيش، والتي تدعو للانتفاض ضده، وأهمها تصريح الطاهر الهاشمي، القيادي الشيعي المصري، عندما علق على "عاصفة الحزم" قائلًا: "لسنا أقل من الشعب الأمريكي الذي انتفض على جيشه في حروب فيتنام والعراق".