الشرقية تودع "أب وابن".. الأول بـ"الكبد" والثاني في حادث
خيم الحزن على بيت بسيط في إحدى قرى محافظة الشرقية، بعد سقوط رب المنزل محمد عبدالرحمن رؤوف، الذي كان مريضًا بالكبد، بفعل مرضه وسنه المتقدمة، لا شئ حوله سوى زوجة أعيتها المسؤولية، وابن أكبر يرعى شؤون أسرته، وأنور الابن الأصغر الذي يؤدي الخدمة العسكرية، لتنتهي حالة الترقب والخوف بالعويل الذي انطلق على الأب، بعد أن لاقى ربه في ساعة مبكرة من صباح أمس.
تأهب الجميع في المنزل لإجراءات الدفن وتلقي العزاء، إلا الأم الريفية البسيطة، التي أصرت على عدم إتمام الدفن إلا بعد حضور أنور، ليأتيهم الإتصال الصدمة، الذي يفيد بمصرع المجند الشاب، ليلحق الابن بجنازة الأب، لا ليحمل الجثمان، بل ليشاركه القبر مدفونا إلى جواره.
للقصة أصل لا يعلمه سوى الابن الأكبر، حيث عرف بإصابة شقيقه أنور قبل 15 يوما، أثناء محاولته تغيير إطار مركبة عسكرية كان يقودها أثناء خدمته بمنطقة السويس، ودخول المجند في غيبوبة غير معلومة السبب، لم يدر الأخ الأكبر كيف يخبر أباه مريض الكبد بما جرى لشقيقه، فأخفى الخبر عن والدته ووالده وشقيقاته الأربع، وتابع شؤون أسرته المقيمة في قرية القصاصين مركز الحسينية شرقية، ليسقط الأب وقبل أن يخبر الابن والدته بما جرى لشقيقه أنور، يفاجأ بوفاته هو أيضا، لتتوقف إجراءات دفن الأب، في انتظار وصول جثمان الابن.
استجمع الشقيق قواه، وذهب وأهالي قريته لاستلام جثمان شقيقه أنور من المستشفى العسكري، ليخرج جثماني الأب والابن من المنزل في مشهد حزين مهيب، صدم كل أهالي القرية، وأوقف الكلمات على لسان الأم، التي فقدت في يوم واحد زوجها وابنها.