صابـر الرباعي: أغامر باللون الشعبي في "الباشا" لأن الشعب المصري يستحق كل جديد
أستعد لطرح 4 أغانٍ في الصيف
صابر الرباعى فى حواره مع «الوطن»
فى مدينة صفاقس وعلى خليج قابس فى تونس، ولد «بركات»، تلك الموهبة الفنية التى عرفت طريقها منذ نعومة أظافرها، فبدأت موهبته الصوتية تأثراً بالأذان، ومع مرور الوقت أصبح يغنى بكل مناسبات عائلته وهو فى عمر العاشرة، وكانت كلمة السر فى حبه للغناء كوكب الشرق أم كلثوم، خاصة أغنية «يا مسهرنى» التى كانت تغنيها والدته أمامه، لينطلق بعدها ويحلق فى سماء الشهرة والنجومية بصوته العذب الهادئ الذى نجح فى أن يأسر كل من يستمع إليه.
وفى حوار لـ«الوطن»، تحدث أمير الطرب العربى صابر الرباعى عن انطلاقته الفنية والأب الروحى لمشواره الفنى، وعن سبب ابتعاده عن طرح الألبومات والتركيز على الأغانى السينجل، وأسباب إلغاء حفلاته فى موسم عيد الأضحى، كما تحدث عن أحدث أغنياته بعنوان «الباشا» وحقيقة بحثه عن ألقاب جديدة من خلالها، وسبب اتجاهه للغناء باللون الشعبى والابتعاد عن الكلاسيكية خلالها، إضافة لشروعه فى الإنتاج، وخوضه تجربة التمثيل، واختيار «سيدى منصور» ضمن أفضل 50 أغنية بالقرن الـ21 فى العالم العربى.. وإلى نص الحوار.
«أنت أخطر صوت سمعته من 20 سنة».. بمن تذكرك تلك الجملة؟ وماذا عن كواليسها؟
حلمي بكر أستاذي والأب الروحي.. ولن أنسى حينما قال لي: «أنت أخطر صوت سمعته من 20 سنة»
- (متأثراً)، أستاذى ومعلمى الراحل الموسيقار الكبير حلمى بكر، ومن أكثر من أثروا فى حياتى ومن حوله جميعاً، فهو أول من استقبلنى فى اختبارات الإذاعة المصرية وكان عضو لجنة تحكيم مع الموسيقار صلاح الشرنوبى، ويرأسها وجدى الحكيم، وغنيت حينها «النيل نجاشى» لمحمد عبدالوهاب، وقال لى حبيبى رحمة الله عليه حلمى بكر هذه الجملة: «انت أخطر صوت سمعته من 20 سنة»، وقدمت بعدها أول ألبوم عام 1991 بعنوان «يللى بجمالك»، وكان وجوده نقطة انطلاق فى مشوارى الفنى، وكان نصوحاً وكان الأب الروحى وعلاقتى به مختلفة، وأدعو الله أن يرحمه ويتقبله فى جناته.
مع حلول مواسم الأعياد يحتفل نجوم الطرب بطرح ألبومات جديدة ولكنك ابتعدت؟
- فكرة طرح الألبومات أصبحت لا تلائم المناخ الحالى، ففى السنوات الأخيرة أصبح الأكثر انتشاراً ورواجاً مع الجمهور الأغانى السينجل، لأن الجمهور عادة ما يهتم ببعض الأغانى ويتعرض باقى الألبوم للظلم، بالإضافة إلى أنه يحتاج مزيداً من الجهد والوقت فى التحضيرات، ولا بُد من مواكبة عصر التكنولوجيا والتسويق الحالى، فمن غير الطبيعى أن ينتظر الجمهور مطربه المفضل لمدة عامين من أجل ألبوم جديد، ولكن من الممكن أن يجرى جمع تلك الأغانى السينجل من خلال مينى ألبوم بعد ذلك، فضلاً عن طرحى مؤخراً لأغنية بعنوان «الباشا»، والأمر بالنسبة لى ليس مرتبطاً بحدث معين ولكن الأهم أن أختار ما أقدمه للجمهور بعناية شديدة.
ما حقيقة إلغاء حفلك الأول فى موريتانيا؟
- كان من المقرر إقامة الحفل فى هذه الأيام، ولكن جرى تأجيله بسبب الظروف الخاصة التى تمر بها غزة، ولا أتمكن من إحياء أى حفلات فى الوقت الحالى، تزامناً مع ما يتعرض له أشقاؤنا الفلسطينيون فى غزة، وجرى الاتفاق على إقامتها فى موعد لاحق بنهاية فصل الصيف، ولكن لا صحة لإلغاء الحفل بشكل نهائى، وهو ما فعلته مع حفلاتى فى تونس والكويت وقبرص أيضاً.
ماذا عن أغنية «الباشا» التى طرحتها مؤخراً.. هل يبحث من خلالها أمير الطرب العربى عن لقب جديد؟
- (ضاحكاً)، لا أبحث عن الألقاب ولكن الأغنية باللهجة المصرية، ولقب الباشا منتشر فى الشارع المصرى، وأردت من خلال الأغنية أن أعبر عن الجمهور المصرى بتفاصيله، فستجدين خلال الأغنية كلمات تعبر عن المصريين ويستخدمونها بشكل دائم، مثل «سنجة عشرة، تقلان، الإتيكيت، طوابير»، فالأغنية مليئة بكلمات الغزل الشعبى وفكرتها مختلفة، وهذا اللقب يعود على بطلة الأغنية، وهو من اختيار الملحن محمود الخيامى.
وماذا عن تفاصيلها وكواليس التحضير لها؟
- البداية كانت من الملحن محمود الخيامى، الذى عرض الأغنية علىّ، وجذبتنى كلماتها وشعرت معها بالاختلاف الشديد عما قدمته من قبل، فهى من كلمات الشاعر محمد أبونعمة، ولم أتردد لأننى أبحث عن الاختلاف، خاصة أنها تحمل طابع الصيف وتناسب أجواءه، وهذه هى المرة الأولى التى أقدم فيها أغنية شعبية عن الغزل وتحمل قالباً موسيقياً مليئاً بالفرح والبهجة، وكانت بروفاتها وتسجيلها سهلاً للغاية ما جعلنى أشعر معها بالنجاح المسبق، وسنفكر فى تصويرها على طريقة الفيديو كليب لاحقاً.
ألم تخش من المغامرة باللون الشعبى، خاصة أن الجمهور اعتاد عليك فى الأغانى الكلاسيكية؟
- بالفعل هى تجربة مليئة بالمغامرة ولكن هذا ما أردته، فالجمهور اعتاد على صابر الرباعى فى تقديم الأغانى الكلاسيكية، فأردت التغيير وأن أخوض فى تفاصيل الشارع المصرى بشكل خاص، ومصر بالطبع رائدة فى اللون الغنائى الشعبى، مثل محمد رشدى، أحمد عدوية، وغيرهما، والجمهور المصرى ليس غريباً علىّ، فقد اعتادوا على الأغانى التى أقدمها، وأصبحت هناك حالة خاصة تجمع بيننا وتجعلنى أغامر فى تقديم كل جديد لهم وما يستحقونه.
طرحت مؤخراً أغنية أخرى باللهجة المصرية مع المطرب رامى جمال.. حدثنا عنها؟
- «سألت عليكى» من أمتع الأغانى، وهو التعاون الثانى الذى يجمعنى مع المطرب رامى جمال ولكن كملحن، وهو مميز ومبتكر دائماً فى الموسيقى ما يجعله مميزاً للغاية، وسعيد بنجاح الأغنية وتفاعل الجمهور معها، وبخاصة أنها كانت حالة خاصة تعبر عن الكثير من نماذج قصص الحب، وهى من توزيع كريم عبدالوهاب، وكلمات أحمد المالكى.
هل يمكن أن تصبح مصر أيضاً بوابة دخول صابر الرباعى إلى عالم التمثيل؟
- (ضاحكاً)، ولم لا؟! فأنا أحب خوض تجارب متعددة وأتمنى الفرصة المناسبة لذلك، خاصة أن مصر هوليوود الشرق وتجمعنى علاقة صداقة ومحبة مع الكثير من الفنانين المصريين، بالإضافة إلى عدد كبير من الممثلين فى تونس مثل الفنان ظافر العابدين وله تجارب عديدة ناجحة فى مصر، وأتذكر وقت عرض فيلمه الأخير «إلى ابنى» فى تونس، عرض علىّ فكرة التمثيل معه ولم أمانع وأجبته بأن ذلك سيصبح حقيقة فى يوم من الأيام.
دخولى عالم التمثيل مرهون بسيناريو رومانسى أو كوميدى.. وأتمنى التعاون مع «هنيدى وحلمى»
هل يوجد لديك خطة فعلية لتلك الخطوة؟
- حتى الآن لا يوجد، ولكن إذا سمحت لى الفرصة بعرض سيناريو جيد فسأفكر فى الأمر، لا سيما إذا كان السيناريو لعمل رومانسى أو كوميدى، خاصة أن الشعب المصرى مشهور بخفة الظل والإفيهات المُضحكة، وأتمنى أن يجمعنى تعاون مع محمد هنيدى وأحمد حلمى.
نحن مع الشعب الفلسطيني «قلبا وقالبا».. وإعادة أوبريت «الحلم العربي» من أجل صحوة الضمير العربي والإنساني
قدمت أوبريت الحلم العربى فى نسخته الجديدة دعماً للفلسطينيين.. حدثنى عنه؟
- وقفتى مع زملائى لدعم الشعب الفلسطينى وما يتعرضون له من ظلم وقهر هو أمر واجب علينا جميعاً وليس تفضلاً منّا، وهناك أوجه كثيرة للدعم وليس فقط بالغناء، ففى كثير من الأحيان تكون الكلمة أقوى من أى سلاح، وأتمنى استمرار دعم الدول العربية للقضية الفلسطينية ضد الاعتداء الغاشم من الكيان الصهيونى، لأنه أكبر شعب تعرض للظلم فى هذه الحياة، فمنذ عام 1948 حتى يومنا الحالى لم تحل قضيتنا الأم. أما الأوبريت العربى فقد كان فكرة الدكتور مدحت العدل لإعادة تقديمه مرة أخرى بعد 20 عاماً على نسخته الأولى، للتنديد بما يحدث فى فلسطين، ومن أجل صحوة الضمير العربى والإنسانى، ومن المهم أن نوصل صوتنا، وشارك بها 11 مطرباً ومطربة من أنحاء الوطن العربى، من بينهم أصالة، وعاصى الحلانى، وبلقيس، وماجد المهندس، ووليد توفيق، وأبو، وغيرهم من المطربين.
ما رسالتك للشعب الفلسطينى؟
- «إحنا معاكم قلباً وقالباً».. ونحن مستعدون لاستضافتهم فى تونس، وفعلنا ذلك من قبل من خلال العائلات التونسية، ولكن ما يحدث اليوم لا يشفى غليل شعب كامل سُلبت منه أرضه، فالكلام لن يكفى ونترحم على الشهداء وأن يصبر الله عائلات المصابين والجرحى فى هذه المعركة غير المتوازنة، فهى «معركة ظالمة»، وأتمنى أن نحتفل فى عصرنا بتحرر فلسطين.
أعلنت مؤخراً عن اتجاهك لتجربة الإنتاج الخاص.. فما دوافعك لذلك؟
- هذه التجربة نوع جديد من التحدى بالنسبة لى، ولا بُد من الاتجاه مع التطور، خاصة مع قلة عدد شركات الإنتاج فى المجال الموسيقى، ومن الممكن أن تصيب تجربتى أو تخيب، ويجب استغلال التكنولوجيا والديجيتال الجديد فى عالم الموسيقى والسوشيال ميديا لصالحى، من أجل الاستمرار فيما أهتم به وأحب تقديمه للجمهور، خاصة أن الساحة الفنية أصبحت أصعب من قبل، ولكنى لا أنظر للأمر على أنه تجارى ولكن من الناحية الفنية البحتة، بالإضافة إلى أننى اعتدت الاعتماد على نفسى فى تسويق الأغانى التى أقدمها من خلال الفيديو كليب أو غيره من الأمور، فلم لا أتولى مهمة الإنتاج بشكل كامل، وفى النهاية حياتنا كلها مغامرة.
هل يعنى ذلك أنك أصبحت أكثر اهتماماً بالسوشيال ميديا وتؤثر على اختياراتك؟
- بالطبع السوشيال ميديا أصبحت لها قوة مؤثرة للغاية على الجمهور، ولا بُد من وضعها فى عين الاعتبار، ولكن ذلك لا يعنى أنها المُحرك الأساسى فى اختياراتى، فأنا لا أهتم بمواكبة التقدم التكنولوجى والعصر الحالى بقدر اهتمامى بتقديم عمل فنى راق أشعر بالرضا عنه، والسوشيال ميديا مهمة فى معرفة آراء الجمهور ومدى استقبالهم للأغانى، ولكنها ليست المؤشر الأساسى بالنسبة لى، لأننى أعتمد بشكل أكبر على الشارع والحفلات الغنائية التى أقيمها حول العالم ويتفاعل خلالها الجمهور مع أعمالى، فذلك هو المؤشر الحقيقى للنجاح.
ما المعيار الحقيقى لنجاح الأغنية واستمرارها؟
- الصدق فى المقام الأول، والذى ينطبق على صدق اختيار كلمات الأغنية والإحساس بأنها تلمس القلب عند سماعها، ومن ثم الصدق فى غنائها وتقديمها للجمهور، وبعدها الألحان والتناغم بينها وبين الكلمات وصوت المطرب، فهذا هو المعيار لنجاح الأغنية وأن تعيش مع الجمهور لسنوات طويلة وليس مجرد «تريند».
أحمد جمال امتداد لي ويُذكرني ببداية مشواري
من المطرب الشاب القادر على تكرار تجربة صابر الرباعى؟
- المطرب أحمد جمال، لديه صوت عذب ويذكرنى ببداية مشوارى الغنائى، وصوته مميز للغاية وأتنبأ له بمشوار ناجح للغاية.
اعتدنا على مشاركتك فى مهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا.. فهل انزعجت لتأجيل الدورة الماضية؟
- بالطبع، مهرجان الموسيقى العربية تربطنى به علاقة وطيدة، خاصة أنه على خشبة مسرح دار الأوبرا المصرية، الذى أكن له كل الاحترام والإجلال، وهذا المهرجان بصفة خاصة لديه مكانة فى قلبى، ويكون بمثابة لقاء المُحب بحبيبه، ولكن قرار تأجيله نظراً لما تمر به فلسطين هو أمر حكيم من إدارة المهرجان.
تمتلك تاريخاً فنياً طويلاً.. كيف يكون اختيارك للأغانى بمهرجان الموسيقى العربية أو «قرطاج»؟
- فى المهرجانات والحفلات الموسيقية أنتِ تكونين أمام عدد كبير للغاية من الجمهور ومن مختلف الفئات العمرية، فيجب أن يكون برنامج الحفل متضمناً العديد من الأغانى التى أضعها فى الاعتبار، وأولاها الأغانى الرومانسية التى لا يختلف عليها أحد، مثل «أجمل نساء الدنيا، أتحدى العالم»، بالإضافة إلى بعض الأغانى الخفيفة السريعة، مثل «برشا» و«سيدى منصور» وغيرها، فضلاً عن إضافة آخر الأغانى التى أطرحها.
شاركت فى برامج اكتشاف المواهب مع شيرين عبدالوهاب.. كيف كانت كواليسها ورسالتك لها مع تكرار أزماتها فى الفترة الأخيرة؟
- «شيرين»، مطربة من العيار الثقيل ولا أحد يختلف على ذلك، وتمتلك صفات إنسانية لا مثيل لها مثل الطيبة والعفوية، وتجمعنى بها علاقة صداقة قوية.
وماذا عن جديدك فى الفترة المقبلة؟
- انتهيت من تسجيل 4 أغانٍ جديدة، وسأطرحها تباعاً مع فصل الصيف، وأتعاون خلالها مع عدد مميز من الشعراء والملحنين والموزعين، من بينهم عمر الخضرى، خالد عز، هانى عبدالكريم وغيرهم.
سيدى منصور
أعتز للغاية بـ«سيدى منصور»، وكما ذكرتِ كانت شرارة النجاح لى فى مصر والبوابة لمعرفة الجمهور المصرى بى، على الرغم من أنها أغنية تونسية، وسعيد جداً لاختيارها هذا العام ضمن أفضل 50 أغنية بالقرن الـ21 فى العالم العربى، خاصة أن أغنية سيدى منصور من التراث التونسى وجرى تقديمها من قبل بعدة لهجات، ولكنها لم تحقق ما حققته النسخة التونسية التى قدمتها، وأتذكر أننى سجلتها فى استديو حميد الشاعرى، الذى كانت لى معه ذكريات لا تُنسى، فقد كان يطهو لنا وصفة «المبكبكة» خصيصاً، وكانت بمثابة بشرة خير لنجاح الأغنية.